لا يتوالى علتان. ألا ترى أن باب حييت وقويت ونحو هذا تصح العين فيه ولا تعتل إلا أنه قد يُمكن أن يكون الحذف لَحِقَ اللام لطولها بالزيادة وتكرر حروف العلة فيها. وكان ذلك غير بعيد، إذ قد جاء "حاش لله" فلما لحق الحذف [كما لحق الحذف] اللام في هذا الفعل صارت العين طرفًا فجرى عليها ما كان يجري على الكلمة قبل الحذف؛ إذ صارت في موضعها. ألا ترى أن "لم يكُ" جرى بعد الحذف مجرى ما لم يُحذف منه شيء.
فكما لم يُعتد بالحركة المحذوفة من النون لما حذفت النون كذلك لم يُعتد هنا بحذف اللام لما أُعِلَّ العينُ، وكذلك "لم أُبل" لم يُعتد بحذف اللام منها لما قالوا: "لم أُبل" فحذفوا الساكن الأول. وأكد ذلك - نعني الخليلُ- بقولهم لم أُبله فلم يَرُد المحذوف مع حركة اللام التي هي عينٌ، ووطأ ذلك أيضًا له ما تراه في الأسماء من أنه إذا حُذفت اللام جرى على العين ما كان يجري على اللام، وهذا في الأسماء كثيرٌ.
1 / 251