Tambayoyin Qasim Rassi
مسائل القاسم الرسي
Nau'ikan
يكون تأويل «من دونه» : أنهم دونه كبرياء وجلالا.
والذين كانوا يعبدون فهم من عبدوا من الملائكة المقربين ، ومن كانوا يعبدون من دونه من الآدميين ، ومن عبد من الناس أحدا من الشياطين ، هؤلاء كلهم فهم عباد أمثالهم ، وقد عبدوا من عبدوا من العباد ، ما كانوا يعبدون من الأصنام ، والتماثيل والأوثان (1)، التي ليس لها أرجل ولا أيدي ولا أعين ولا أسماع ، ولا عندها لأحد عبدها أو لم يعبدها ضر ولا انتفاع ، وفي الأصنام ما يقول الرحمن ، له الكبرياء والجلال : ( ألهم أرجل يمشون بها أم لهم أيد يبطشون بها ) [الأعراف : 195] ، وما ذكر من غير ذلك عند ذكرها ، وليس شيء من ذلك كله لها ، فكيف يعبدونها مع زوال ذلك كله عنها ، وهو أفضل في ذلك كله منها ، إلا لفعلهم الفاسد المدخول ، بالمكابرة لحجة العقول.
158 وسألت عن قوله : ( يوم يجمع الله الرسل فيقول ما ذا أجبتم قالوا لا علم لنا ) [المائدة : 109]؟
ومسألة الرسل من الله عن ما أجيبوا في يوم البعث ، فمسألة عن الله ذات حقيقة وحكمة ورحمة برية من كل جهل وعبث ، وإنما هي تقرير لهم ولأممهم وتعريف وتوقيف ، وإبانة أنه لا يأخذ أممهم إلا بجرمهم لأنه هو الله الرحيم الرءوف ، وأنه علام ما خفي عن الرسل من غيرهم ، فيما كان من الجواب لهم في حسناتهم وذنوبهم.
159 وسألت : عن قوله سبحانه لرسوله صلى الله عليه : ( فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فسئل الذين يقرؤن الكتاب من قبلك ) [يونس : 94]؟
ليس قوله سبحانه : ( فإن كنت في شك ) أنه فيه ، ولا أنه يشك في شيء مما نزله الله إليه ، ولكنه تنزيه له من ذلك كله ، وتثبيت ليقينه ولتفضله فيه على غيره ، ألا ترى أنه يقال لمن كان موقنا يقينا صادقا ، وكان فيما اعتقده منه كله معتقدا عقدا محقا ، إن كنت يا هذا في شك من (2) أمرك ، فتثبت فيه بغيرك ، فيغضب على من قال له ذلك
Shafi 607