228

Littafin Masabih Daga Labaran Masoyi Da Wanda Aka yarda da shi

كتاب المصابيح من أخبار المصطفى والمرتضى

Nau'ikan

Tarihi

بسم الله الرحمن الرحيم. هذا ما عهد «به» معاوية بن أبي سفيان أمير المؤمنين إلى ابنه يزيد بن معاوية: أنه قد بايعه، وعهد إليه، وجعل الأمر من بعده إليه، وسماه أمير المؤمنين، على أن يحفظ هذا الحي من قريش، ويبعد قاتل الأحبة هذا الحي من الأنصار، وأن يقدم بني أمية وبني عبد شمس على بني هاشم وغيرهم، ويطلب بدم المظلوم المذبوح أمير المؤمنين عثمان قتيل آل أبي تراب، فمن قرئ عليه هذا الكتاب وقبله وبادر إلى طاعة أميره أكرم وقرب، ومن تلكأ عليه وامتنع فضرب الرقاب، فلما خرجوا من عنده أقبل على يزيد وقال: يا بني إني قد وطأت لك البلاد، وأذللت الرقاب وبوئت بالأوزار، ولست أخاف عليك من هذه الأمة إلا أربعة نفر من قريش: فرخ أبي تراب شبيه أبيه، وقد عرفت عداوته وعداوة آله لنا، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن الزبير، وعبد الرحمن بن أبي بكر.

فأما عبد الرحمن بن أبي بكر فمغرى بالنساء، فإن بايعك الناس بايعك، وأما ابن عمر فما أظن أنه يقاتلك ولايصلح لها، فإن أباه كان أعرف به، وقد قال: كيف أستخلف رجلا لم يحسن أن يطلق امرأته.

وأما الحسين بن علي فإن أهل العراق لا يدعونه حتى يخرجوه عليك ويكفيكه الله بمن قتل أباه، وأما ابن الزبير فإن أمكنتك الفرصة فقطعه إربا إربا فإنه يجثم جثوم الأسد ويروغ روغان الثعلب.

قال: وكتب إلى ابن أخيه الوليد بن عتبة بن أبي سفيان إلى المدينة يأمره بأخذ البيعة ليزيد من أهل الحجاز، وأن يدعو هؤلاء النفر ولا يفارقهم دون البيعة له، ومن أبى منهم قتله؛ فدعا الوليد مروان بن الحكم، وكان معزولا بها فاستشاره وأوشك ورود نعي معاوية وكتاب يزيد على مثل كتاب أبيه.

فقال مروان: أحضرهم الساعة قبل أن ينتشر موت معاوية، فمن أبى البيعة فاضرب عنقه.

فقال الوليد: والله لا أفعل، أأقتل الحسين؟

فقال مروان كالمستهزي به: أصبت.

Shafi 326