Fitilun Satica
المصابيح الساطعة الأنوار
Nau'ikan
وأما قوله : ((هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملآئكة أو يأتي ربك)) [الأنعام:158] فإنما تخير محمدا صلى الله عليه وآله وسلم عن المنافقين والمشركين الذين لم يستجيبوا لي ولرسولي ((أو يأتي ربك)) معنى إتيانه: العذاب في دار الدنيا كما عذب القرون الأولى فهذا خبر يخبر نبيه عليه السلام، ثم قال: ((أو يأتي بعض آيات ربك يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل)) [الانعام:158] أن تجيء هذه الآيات، وذلك قبل طلوع الشمس من المغرب، وإنما يكتفي ذووا الألباب والحجج، أو أولوا النهي أن يعلموا من قول الله ((وجاء ربك)) ((ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة)) [الأنعام:94] أنه يكشف الغطاء، فترى ما وعدوا وأوعدوا وقال في آية أخرى: ((فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا)) [الحشر:2] يعني بذلك أنه أرسل عليهم عذابا فذلك إياهم، وقال: ((فأتى الله بنيانهم من القواعد)) [النحل:26] فإتيانه البنيان من القواعد إرساله العذاب عليهم، وقد قال فيما أنزل: ((أولم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها)) [الرعد:41] يعني بذلك ما يهلك من القرون، وكذلك ما وصف من أمر الآخرة، تبارك وتعالى وتقدس، وتجري أموره في ذلك اليوم الذي كان مقداره خمسين ألف سنة، كما تجري أموره في الدنيا، لا يتعب ولا ينصب ولا يأفل مع الآفلين، فاكتف بما وصفت لك من ذلك مما تخيل في صدرك مما أنزل الله في كتابه وتسمى به من أفاعيله.
Shafi 106