قال بعض صفوة الشيعة الأبرار وحتف النواصب الفجار: ( إني لأكثر التعجب وما عشت أراك الدهر عجبا من رجل عالم بمصادر الأمور ومواردها، وكيفية الاستدلال ومقاصدها، ودلالات الألفاظ على معانيها، وتراهم وهم كثير - وما ذاك إلا لإرادة الله عز وجل إظهار الحق على ألسنتهم وأيديهم حجة عليهم وإن راموا إنكارها - يوردون ويروون عن الله عز وجل وعن رسوله صلى الله عليه وآله وسلم تلك الأدلة والنصوص والقواطع في حق آل محمد عليهم السلام على الخصوص بما لا يمكن دفعه لفظا ولا معنى ولا سندا ولامتنا، حتى إذا استنتجت منهم فائدتها وطلبت منهم عائدتها، بوجوب إتباعهم الذي هو مقتضاه في علم أو عمل أنكر وبرطم، ولوى عنقه وتجهم، إن ذكرت عنده خلافتهم رآها نكرا، أو رأى من يتابعهم في مقالة أو مذهب عده مبتدعا، أو سمع بقراءة في كتبهم ومؤلفاتهم إتخذها هزؤا ولعبا، فما أدري ما أبقى لهم من معاني تلك الأدلة والنصوص، وأي فضل ترك لهم على الناس إذا أوجب عليهم أن يكونوا تبعا والله قد جعلهم متبوعين ومؤخرين، والله قد جعلهم مقدمين، ثم نظم هذا المعنى فقال:
Shafi 63