[كيفية ترتيب هذا التفسير]
فلما كانت طريقة أهل البيت عليهم السلام هي طريقة النجاة لمن طلبها، وسبيلهم سبيل السلامة لمن أرادها، وكان السلوك لسبيلهم والاقتفاء لآثارهم قولا وعملا واعتقادا لا يتم إلا بمعرفة علومهم في الدين وتوحيد رب العالمين، ولاسيما علومهم عليهم السلام في تفسير كتابه فإنه ورثته وتراجمته، وخزنة علمه، بأيديهم مفاتيح أبوابه، وكان غرضنا هو الدعاء إلى الدين وتعريف الجاهل بواجب الحق المبين، والكشف للمسترشد الطالب لما يزيده بصيرة وبيانا في دينه.
أحببت أن أجمع من تفسيرهم عليهم السلام ما أمكن جمعه، وإن عزب عني منه الكثير وأضفته إلى ما قد وضعه نجم آل الرسول الإمام الكبير ذو العلم الشهير، القاسم بن إبراهيم عليهما السلام فإنه رحمة الله عليه فسر بعض المفصل، وبدأ في تصنيفه بوضع لم يعهد في وضع كثير من المفسرين، فإن عادتهم الابتداء بأم الكتاب ثم بسورة البقرة، إلى آخر القرآن الكريم، وهو عليه السلام بدأ بأم الكتاب ثم بسورة الناس ثم بسورة الفلق، ثم بسورة الإخلاص، إلى أن انتهى إلى آخر سورة والشمس وضحاها، وعاقه عن التمام شواغل الأمراض والأسقام، منعته إلى أن نزل به الحمام.
وكذلك ابنه علامة العترة وقاموس الأسرة، محمد بن القاسم عليهما السلام احتذا ذلك النسق وسلك ذلك المنهج ففسر من حيث انتهى إليه تفسير أبيه، وذلك من أول سورة لا أقسم بهذا البلد إلى آخر سورة النازعات.
Shafi 53