فيها نعوت نجاتهم فدع الذي .... لم يلق يوما بالنجا منعوتا قال الإمام الناصر للحق الحسن بن علي الأطروش عليه السلام في كتاب البساط ما لفظه: فلو لم يفسر القرآن أهل النقص والجهل به على مبلغ عقولهم ولم يحملوا تأويله على لكنتهم وردوا علمه إلى تراجمته من أهل بيت نبيئهم عليهم السلام كما أمرهم الله بقوله: ((ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم)). إلى قوله: ((لاتبعتم الشيطان إلا قليلا)) [النساء: 83]. لسلموا من الضلال وسلم من اتبعهم من المستضعفين الجهال، ولم ينسبوا إلى الله الجور والمحال، ولم يجعلوا له ما كره وذم من سيئ الأفعال.
فأخبر الله سبحانه في هذه الآية ونحوها أن له مترجمين وبغامضه عالمين، ولحكمه مصيبين.
قال الإمام المنصور بالله عبدا لله بن حمزة عليهم السلام: وإنما أهلك الناس أرشدنا الله وإياكم نواجم نجمت في الإسلام لم ترضع بثدي الهدى ، ولا اغتذت الحكمة، ولا سألت ورثة العلم عن علمها وأرباب الكتاب عن كتابهم، وعملت برأي السفهاء تمردا على الله ولن تعجزه، وعداوة للحق ولن تنقصه، ولم يهمل الله دينه وقد أيده بحفظته، وحرسه بحماته من عترة نبيه صلوات الله عليه وعليهم الذين هم تراجمة الكتاب، وأعرف الناس بالهدى والصواب، لم يضل من تبعهم ولا يعمى من استضاء بنورهم، فمن طلب الحكمة فيهم وفق للصواب، ومن رامها من غيرهم خسر وخاب، وكان سعيه في تباب، وهذا واضح لمن لم يعم الجهل عين بصيرته، ولم تصرفه عن هداته زخارف الأقوال، فيبقى عمها في حيرته. اه.
Shafi 51