301

Fitilun Satica

المصابيح الساطعة الأنوار

ثم قال: ((اذهب إلى فرعون إنه طغى (17))) أي: جاوز قدره وعلا وطمى، وخرج إلى الظلم والجهل والعمى فقال: ((هل لك إلى أن تزكى (18))) هل لك هو ترغيب في الخير والهدى.

قال العالم (القاسم بن إبراهيم صلوات الله عليه):

هل لك في الأكرومة البكر .... غراء لاتبلى على الدهر

هل لك في مثل مقام الأولى .... حموا حمى الله لدى بدر

هل لك في عزمة ذي نية .... أحكمها صاف من الفكر

هل لك في نهضة ذي صولة .... تزيده قدرا إلى قدر

هل لك في الجنة من حاجة .... فإنها أفضل ماذخر

هل لك في الرحمن من رغبة .... فأمره جار على الأمر

هل لك يامشغول من توبة .... قبل مجال النفس في الصدر

هل لك في رجعة ذي نية .... تقيك حر النار والجمر

هل لك في أمر إذا رمته .... أمنت هول البعث والحشر

ومعنى قوله ((إلى أن تزكى)) هو الترغيب في التزكي والطهارة من قذر الدنيا وقبائح ما كان عليه من الكفر والردى.

ومعنى قوله: ((وأهديك إلى ربك)) أي أدلك إلى ربك، فيدخل في قلبك الخوف لسيدك.

((فأراه الآية الكبرى (20))) أي الدلالة العظمى، ومعنى قوله: ((فحشر فنادى (23))) أي جمع أصاحبه ثم نادى ((فقال أنا ربكم الأعلى (24))) والفاء بمنزلة ثم، لأنهما من حروف النسق والعطف.

ومعنى قول فرعون اللعين: ((أنا ربكم الأعلى)) يريد أنا سيدكم الشريف المرتفع في القدر والعلا، والرب عند العرب: السيد قال الشاعر:

Shafi 316