213

Fitilun Satica

المصابيح الساطعة الأنوار

وأخبره سبحانه أن سوف يعطيه من عطايا الآخرة مايسره ويرضيه، ثم ذكره سبحانه بفضله ونعمته، وبما من به عليه من رحمته فقال تبارك وتعالى: ((ألم يجدك يتيما فآوى (6) ووجدك ضالا فهدى (7) ووجدك عائلا فأغنى (8) فأما اليتيم فلا تقهر (9) وأما السائل فلا تنهر)) وقد علم الناس أنه قليل من الأيتام من يؤوى ((ووجدك عائلا فأغنى)) فأغناه بما لم يستغن به غيره في دنياه ((ووجدك ضالا فهدى)) فهداه بما من به عليه من الهدى ثم نهاه تعالى عن اليتيم أن يقهره، وعن السائل أن ينهره، وأمره من الحديث بنعمة ربه بما به أمره أن ذكره من اليتم والفاقة بما ذكره، وقرر بمعرفة ذلك بما قرره، فقال تبارك وتعالى: ((وأما بنعمة ربك فحدث)) تأويل ((فحدث)) هو فخبر وانشر ذلك واذكره وكثر، فكان بمن الله لما ذكر به ذاكرا، ولنعم الله فيها كلها شاكرا.

Shafi 226