Fitilun Satica
المصابيح الساطعة الأنوار
Nau'ikan
وقال سبحانه: ((وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم)) [العنكبوت:13] يريد سبحانه ما حملوه من كفرهم وفجورهم، وليس يريد بذلك حمل أحمال، ولا ما يحمل على الظهور من الأثقال، وإنما هو مثل يضرب من الأمثال، مما كانت تضربه وتمثله العرب، وكذلك ما ذكره الله من الشرح لصدر نبيه، وما نزل في ذلك من وحيه، فذكره سبحانه لما ذكر من إنقاض الوزر لظهره، وما وضع سبحانه لما ذكر من وزره فإنما هو تمثيل وبيان ودليل، فليس يريد شرح الصدر ولا ما ذكر من الحمل على الظهر بشرح شيء يقطعه، ولاحمل ثقيل يضعه، وماحمل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من وزر على ظهره، وذلك لايكون إلا من زلل أوخطيئة في أمره، ووضع الله لذلك عنه فهو حطة لما أثقله منه، وحط الذنب فعفوه ومغفرته، وقد غفر الله لرسوله ذنبه كله وخطيئته، كما قال سبحانه له صلوات الله عليه: ((إنا فتحنا لك فتحا مبينا (1) ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك
وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما (2) وينصرك الله نصرا عزيزا)) [الفتح:1-3].
وتأويل ((ورفعنا لك ذكرك)) فهو رفعه لذكره بما أبقى في الغابرين إلى فناء الدنيا من أمره وقدره، ومن ذلك النداء في كل صلاة باسمه، وما جعل من الشرف به لقومه فضلا عما من به على ذريته وولده، ومن يشركه في الأقرب من نسبه ومحتده، فنحمد الله الذي رفع ذكره، وشرف أمره.
Shafi 224