195

Fitilun Satica

المصابيح الساطعة الأنوار

((إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شر البرية)) فالذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين بالله مع إقرار الفريقين بالربوبية لله فهم كما قال الله شر البرية، بما كان منهم على الله من الدعوى المبطلة المفترية، والبرية: فما ذرأ الله وبرأ مما يرى الخلق كله، ولايرى. ونار جهنم: فهي النار التي لايعرف في النيران مثلها، ولايعلم منها كلها مشبها لها فيما عظم الله من نارها وحر استعارها.

وتأويل ((خالدين)) فهو غير فانين ولا بائدين كما قال سبحانه: ((والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفور)) [فاطر:36] فنار جهنم هي النار المستعرة التي ليس لاستعارها أبدا من انكسار ولافتور، ولو فترت من استعارها والتهابها فكان في ذلك تخفيف عن أهلها من عذابها.

((إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية (7) جزاؤهم عند ربهم جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه)) فمن آمن فهم المؤمنون من كبائر العصيان، والذين لايخافون على ارتكاب زور ولابهتان، ماثبت لهم أبدا اسم الإيمان، وحكم أهل الهدى والبر والإحسان.

Shafi 207