Fitilun Satica
المصابيح الساطعة الأنوار
Nau'ikan
مقدمة لتفسير الإمام القاسم عليه السلام
وبعد فإنا لما رأينا ما فيه جوامع الهدى واليقين، وكان الهدى واليقين به مقدمة معتصم كل دين، علمنا متيقنين وأيقنا مستبينين أن لن نصيب رشدا ولن ننال مطلوب هدى إلا به، وعن تفسيره، وبما نور الله به القلوب من تنويره، فنظرنا عند ذلك فيه، واستعنا به عليه فوجدناه بمن الله لكل علم من الهدى ينبوعا، ورأينا به كل خير في الهدى مجموعا، فلا خير في الحياة كخيره ، ولا يهتدي لأحكام الله بغيره، من طلب الهدى في غيره لم يجده أبدا، ومن طلبه به وجد فيه أفضل الهدى، فقصدنا قصده، والتمسنا رشده فأي رشد فيه وجدناه، وإلى أي قصد منه قصدناه، تالله ما غابت عنه من الهدى غائبة، ولا خابت لطالب فيه خائبة، لقد كشف ستور الأغطية، وأظهر مكنون سر الأخفية، فأوجد مطلوب ملتمسها، وأبان ملتبس مقتبسها على ما بلي به قديما من تلبيس ملوك الجبابرة وأتباعها، من علوم العوام المجبرة في توجهها له على أهوائها وتصريفه، وتأويلها له بخطابها على تحريفه، حتى عطل فيهم قضاؤه، وبدلت لديهم أسماؤه، فسمت الإساءة إحسانا، والكفر بالله إيمانا، والهدى فيه عندهم ضلالا، وعلماء أهله جهالا، ونور حكمه ظلما، ونور ضيائه عمى، حتى كادت أن تجعل فاؤه ألفا ، وألفه للجهل بالله فاء، تلبيسا على الطالب المرتاد، وضلالا من العامة عن الرشاد، فنعوذ بالله من عماية العمين، والحمد لله رب العالمين.
Shafi 142