فالإنسان يعيش على ظهر الأرض، وكل ما نراه على الأرض لمصلحة الإنسان، فالحيوانات مسخرة لمصلحة الإنسان، فهو ينتفع بالأكل من لحمها، وبالركوب عليها، وبالحراثة، وينتفع بأصوافها، وكذلك تربة الأرض ينتفع بها الإنسان في الزراعة واستخراج الثمرات، وينتفع بالأشجار والفواكه والثمار، وكذلك الماء يشربه الإنسان والحيوان والنبات، وتستخرج به الثمرات والحبوب، وتطهر الأبدان والثياب، ويستخرج منه لحوم الأسماك، واللؤلؤ والمرجان، ويركبه الإنسان في التنقل، وتنشأ منه السحاب الثقال التي تحمل الأمطار من بلد إلى بلد، والشمس كذلك مسخرة لمصلحة الإنسان، ولا تستقيم الحياة على وجه الأرض بدونها، وكذلك الهواء والأمطار والقمر والنجوم، فكل ذلك يدل على صانع واحد حكيم.
هذا ولم نر أو نسمع عن إله آخر يدعي الإلهية، ولو كان ثم إله آخر لأتتنا رسله، وأنزل كتبه، والذي سمعناه هو دعوى المشركين الإلهية للأصنام، وهي حجار منحوتة من الجبال لا تسمع ولا تبصر، ولا تضر ولا تنفع، وكذلك دعوى النصارى الإلهية لعيسى بن مريم، ودعوى اليهود أن عزير بن الله، وهنالك دعاوى كثيرة فمن الناس من يعبد البقر، وآخرون نوعا من الشجر، وآخرون يعبدون الفروج إلى غير ذلك وبطلان إلهية ما ذكرنا واضح البطلان.
Shafi 15