حَيَوَان وإنس وجان وَملك وَشَيْطَان وطيور وسباع وبهائم وَسَائِر الْأَجْنَاس والأنواع مِمَّا لَيْسَ لِلْعَقْلِ فِي حصره اتساع مِمَّا اشْتَمَل عَلَيْهِ الْحَيَوَان والنبات وَالْأَرْض وَالسَّمَاوَات وانقسام ذَلِك إِلَى ذُكُور وإناث وَغير ذَلِك من الصِّفَات وَمِمَّا اشْتَمَلت عَلَيْهِ العقاقير من الْأَدْوِيَة النافعة والحشرات من السمُوم الناقعة وَمَا فِي الْجَوَاهِر من الْخَواص الَّتِي هِيَ للمضرات قامعة وانقسام الْخلق إِلَى صَامت وناطق ومخالف وموافق ومسهل وعائق وأعمى وبصير وطويل وقصير ومظلم ومنير وأصم وسامع وجامد ومائع وعاص وطائع ولين وخشن وعطر ومنتن وبليد وفطن وحزن وسرور وتيقظ وغرور وظل وحرور وَاخْتِلَاف اللُّغَات والألوان واختصاص حسن الْإِنْسَان بالفصاحة وَالْبَيَان والنبوة وَالْقُرْآن وَإِلَى خلق حُلْو وحامض وواضح وغامض وقابل ورافض ومالح وعذب ويابس وَرطب وخصب وجدب وبارد وحار ومتحرك وقار وفخر وعار وعافية وبلاء وَرخّص وَغَلَاء وداء ودواء وانقسام الْخلق أَيْضا إِلَى أخيار وأشرار وأبرار وفجار ومؤمنين وكفار ومصيرهم إِلَى موت وحساب وثواب وعقاب ونعيم وَعَذَاب وَالْجنَّة دَار الْفضل وَالنَّار دَار الْعدْل على مُقْتَضى الْقَضَاء السَّابِق الَّذِي هُوَ الأَصْل بحكمة الْحَكِيم الْعَلِيم الْجواد الْكَرِيم شَدِيد الْعقَاب الغفور الرَّحِيم وَغير ذَلِك مَا لَا يُحْصى مِمَّا اشْتَمَل على بَدَائِع الحكم المودعة فِي سَائِر أَجزَاء الْعَالم الْمُشْتَملَة على المحاسن الْبَاطِنَة الْمُشَاهدَة بِعَين البصيرة لَا عين الْبَصَر الَّتِي هِيَ بِالنِّسْبَةِ إِلَيْهَا حقيرة وَمن ذَلِك محَاسِن الْإِنْسَان الْبَاطِنَة أحسن وَأكْثر
قلت وَلَعَلَّ الْمُنكر الْمَذْكُور يتَوَهَّم أَن حسن هَذَا الْعَالم أَن يكون كُله مستحسنا بِعَين الْبَصَر بِأَن يكون جَمِيعه ألوانا حَسَنَة مُخْتَلفَة ونعيما دَائِما وَقُلُوبًا مؤتلفة دائمة الصفاء وَالسُّرُور خلية عَن كدر الأحزان والشرور كَامِلَة الرَّاحَة والزين سَالِمَة من التعتب والشين خلية عَن الصُّور القبيحة بِعَين الْبَصَر وحقارة الحشرات منزهة عَن الهموم
1 / 53