الْحَال بِتَصْدِيق قَول الْحق الْملك الديَّان ﴿كل يَوْم هُوَ فِي شَأْن﴾ ومناسبة أَسْمَائِهِ الْحسنى ﵎ إِذْ من جُمْلَتهَا الْقَابِض الباسط الْخَافِض الرافع الْمعز المذل المحيي المميت الْمُقدم الْمُؤخر وَقَوله ﷿ ﴿إِن مَعَ الْعسر يسرا﴾ وتأكيد ذَلِك بِإِعَادَة اللَّفْظ ثَانِيًا لتأكد وُقُوعه لَا محَالة وَتَحْقِيق الْعلم بنفوذ علم الْقَضَاء السَّابِق المطابق للحكمة الْبَالِغَة بذلك واستمرار هَذِه الْحَالة حَتَّى علم ذَلِك بالاستقراء وَأنْشد فِيهِ الشُّعَرَاء من ذَلِك قَول بَعضهم
(إِذا مَا رماك الدَّهْر يَوْمًا بنكبة ... فهيئ لَهَا صبرا ووسع لَهَا صَدرا)
(فَإِن مقادير الزَّمَان عَجِيبَة ... فيوما نرى يسرا وَيَوْما نرى عسرا)
وَقَول آخر
(دع الْمَقَادِير تجْرِي فِي أعنتها ... وَلَا تبيتن إِلَّا خَالِي البال)
(مَا بَين غمضة عين وانتباهها ... يقلب الدَّهْر من حَال إِلَى حَال)
وَقَول آخر
(وَلما وقفنا للسلام تبادرت ... دموع إِلَى أَن كدت بالدمع أغرق)
(فَقلت لعَيْنِي هَل مَعَ الْوَصْل عِبْرَة ... فَقَالَ أَلسنا بعده نتفرق)
حِكَايَة
قلت وَمن هَذَا مَا سَمِعت من بعض شُيُوخنَا قدس الله أَرْوَاحهم يحْكى أَنه مر إِنْسَان فِي الْأَزْمَان على راعي غنم فِي بعض البراري
1 / 49