Marham da Matsalolin Rikicewa
مرهم العلل المعضلة في الرد على أئمة المعتزلة
Editsa
محمود محمد محمود حسن نصار
Mai Buga Littafi
دار الجيل-لبنان
Bugun
الأولى
Shekarar Bugawa
١٤١٢هـ - ١٩٩٢م
Inda aka buga
بيروت
قلت وَوجه الِاسْتِدْلَال بذلك أَن الله تَعَالَى كذبهمْ فِي نفي الِاسْتِطَاعَة الأولى الَّتِي هِيَ صِحَة الْجَوَارِح وارتفاع الْمَوَانِع وَهِي منَاط التَّكْلِيف فَإِنَّهَا مَوْجُودَة فيهم وَلَكنهُمْ عدموا الِاسْتِطَاعَة الثَّانِيَة الَّتِي هِيَ خلق قدرَة الطَّاعَة الْمُقَارنَة للْفِعْل الْمُسَمَّاة بالتوفيق الَّتِي نقيضها الخذلان الَّذِي مَنعهم من الْخُرُوج على التَّحْقِيق بِدَلِيل قَول أصدق الْقَائِلين (فَثَبَّطَهُمْ وَقيل اقعدوا مَعَ القاعدين)
قلت والشواهد الدَّالَّة على مَا ذكرنَا من الِاسْتِطَاعَة الثَّانِيَة الَّتِي أثبتها أهل الْحق يطول ذكرهَا بل يتَعَذَّر حصرها وَمِنْهَا قَوْله تَعَالَى ﴿مَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ السّمع وَمَا كَانُوا يبصرون﴾ وَقَوله ﷺ للَّذي أَرَادَ قَتله لم تكن لتستطيع الَّذِي أردْت وَذَلِكَ مَا روى الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك على الصَّحِيحَيْنِ أَنه جَاءَ رجل إِلَى رَسُول الله ﷺ فَقَالَ من أَنْت قَالَ أَنا نَبِي قَالَ وَمَا نَبِي قَالَ رَسُول الله قَالَ مَتى تقوم السَّاعَة فَقَالَ غيب وَلَا يعلم الْغَيْب إِلَّا الله قَالَ أَرِنِي سَيْفك فَأعْطَاهُ النَّبِي ﷺ سَيْفه فهزه الرجل ثمَّ رده عَلَيْهِ فَقَالَ رَسُول الله ﷺ أما إِنَّك لم تكن تَسْتَطِيع الَّذِي أردْت قَالَ الْحَاكِم أَبُو عبد الله على شَرط مُسلم
الْحَاكِم أَبُو عبد الله على شَرط مُسلم
قلت وَهَذَا فِي بعض الْغَزَوَات وَقَضيته مَشْهُورَة فِي وَقت القيلولة تَحت الْأَشْجَار عِنْدَمَا حمى النَّهَار وَلَا حَاجَة إِلَى كَثْرَة الاستشهاد وتتبع مَا هُوَ خَارج عَن الْحصْر فَالْمُرَاد حَاصِل من ذَلِك بِهَذَا الْقدر
قلت وَمن الْفَوَائِد الغريبة المطرية العجيبة مَا ذكر الشَّيْخ الْكَبِير الْعَارِف بِاللَّه الشهير أَبُو طَالب الْمَكِّيّ ﵁ قَالَ كنت مرّة خاطبت بعض أَصْحَابنَا فِي مَسْأَلَة الِاسْتِطَاعَة أَنَّهَا مَعَ الْفِعْل لَا قبله وَلَا
1 / 167