(فيا ذَا اعتزال هَل شيوخك مثلهم ... تفاخرنا بل أَنْت عَن مثلهم خلي)
(فَمَا حجَّة الْإِسْلَام مَعَ شَيْخه أبي ... الْمَعَالِي واستاذ الْهدى طب معضل)
(ككعبي ضلالات ونظام بِدعَة ... وجبائي الزيغ الضليل المضلل)
(ثلاثتكم إِن بارزوا كثلاثة ... دعوا لبراز يَوْم بدر معجل)
(فَمَا لَبِثُوا إِذْ ذَاك إِلَّا هنيهة ... وحان حُلُول الْمُسْتَحق الْمُؤَجل)
(بأيدي ضراغيم ضوارم ثَلَاثَة ... قد انصرفت عَن رب قرب مجدل)
(ضراغيمنا فِي كل أَرض شهيرة ... بغاباتها من حولهَا نشو أشبل)
(وأقمارنا فِي كل أفق منيرة ... بهَا يهتدى فِي كل سهل وأجبل)
(زهت فِي سما عليا مناهج وَافَقت ... عقائدها حَقًا بهَا لم أطول)
(سوى عشرَة من شافعيات مَنْهَج ... وبضع منيرات زواهر كمل)
(وبدري هدى فِي المالكيات رَابِع ... بتجديد دين والقريشي الْمفضل)
(وبدرين مِنْهَا شَاهِدين لبدرنا ... بمجد وَسعد جَامع الْيمن مقبل)
(بدور كلا النهجين زاه بهاؤها ... بأنوارها ظلما الضلالات تنجلي)
(وَفِي حنفيات لطيف سَحَابَة ... أَتَاهَا من التكوين غير مبدل)
(وَفِي حشويات كسوفان أظلما ... وَعَن نهجها حاشي الإِمَام ابْن حَنْبَل)
(هما جِهَة مَا بَين شمس وَبَينهَا ... تحول وحرف فِي الْكَلَام الْمنزل)
(ورامد أصوات وبحة قَارِئ ... وحرفا كَلَام الله وَالْعرش يحلل)
(ونهج اعتزال مَعَ سواهُم كَلَامه ... تبَارك مَخْلُوق بجسم مقول)
(أَرَادوا بِصَوْت مَعَ حُرُوف منطقا ... لَهَا بافتراء مِنْهُم وَتقول)
(فَقَالُوا كَلَام الْجِسْم ذَاك مُصَرحًا ... وَلَا ينسبوه قطّ للْوَاحِد الْعلي)
(وَلَيْسَ لكم عَن ذَا محيص وَلَا لكم ... خلاص بِمَا جئْتُمْ بِهِ من تخيل)
(فقلتم كَلَام فِي جماد فجئتم ... بتخييل فرق موهم ذَا تخيل)
(وَمَا روم تَدْلِيس علينا بجائز ... فَمَا بَينه والحي فرق مفصل)
(فَمَا خلق إِدْرَاك وقدرة منطق ... لَهُ بمحال لَا وَلَا ذَا بمشكل)
(فَمَا الأَصْل فِي الْأَشْيَاء إِلَّا خُفْيَة ... فان لَا دَلِيل لَيْسَ غير مُبْطل)
(تسبح كل الكائنات بِحَمْدِهِ ... وَدَعوى مجَاز فِيهِ قَول لمبطل)
1 / 37