Maratib
كتاب المراتب في فضائل أمير المؤمنين و سيد الوصيين(ع)
Nau'ikan
رسول الله ثالث، ومن آذى رسول الله وآذاه، يورث الانتقام من الله، وهذه الألفاظ فيه خاصة، ما ادعي واحد منها لأحد من المشايخ.
وفيه قوله (صلى الله عليه وآله): «حبك يا علي إيمان وبغضك نفاق»، حتى قال أبو سعيد الخدري: «كنا إذا ارتبنا بإيمان إنسان، وجوزنا نفاقه، تذاكرنا عليا، فإذا وجدنا عليه أثر التغيير، حكمنا بأنه منافق».
وليس لأحد منهم أن حبه إيمان على القطع، وبغضه نفاق.
وروى علي بن مجاهد (1) في «التاريخ» عنه (صلى الله عليه وآله) أنه قال:
«علي خير البشر، فمن أبى فقد كفر، ومن رضي فقد شكر».
يعني به خير البشر في زمانه من امته (2)، وأراد بالكفر الرد عليه، وأراد بالشكر تلقي المعرفة بهذا بأنه نعمة؛ فرضي به وشكر،
وليس هذا في القوم كونه خير البشر، ومن يأبى يكفر، فهما خلتان تفرد بهما.
ومن هذا قول الرسول (صلى الله عليه وآله): «إنه مني»، نحو قوله لجبرئيل يوم احد:
«إنه مني وأنا منه».
وقول جبرئيل له في حديث سورة براءة: «لا يصلح لذلك إلا أنت أو رجل منك».
فهذه الكلمة في هذه المواضع الخمسة تفرد بها، كل موضع يضمن شرفا وفضيلة، ونيابة عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، والقيام مقامه فيما كان الرسول يجب أن يقوم به.
Shafi 119