22

Marāqī al-ʿIzza wa-Muqawwimāt al-Saʿāda

مراقي العزة ومقومات السعادة

Mai Buga Littafi

دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٤٣ هـ - ٢٠٢١ م

Inda aka buga

الدمام - السعودية

Nau'ikan

غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه» (^١). قال الشاعر: فإذا بُلِيت بمحنة فاصبر لها … صبر الكريم فإن ذلك أحزمُ وإذا بليت بكربة فالبَسْ لها … ثوب السكوت فإن ذلك أسلمُ لا تشكونَّ إلى العباد فإنما … تشكو الرحيم إلى الذي لا يرحمُ (^٢) ثانيًا: ينبغي للمصاب أن يتأمل في حقيقة الدنيا وطبيعتها، وأنها دار فناء، لا دار بقاء، دار غرور ومتاع قليل، وأن الدار الآخرة هي الدار الحقة؛ كما قال تعالى: ﴿كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (٢٦) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ﴾ [الرحمن: ٢٦، ٢٧]، وقال تعالى: ﴿وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ﴾ [آل عمران: ١٨٥، الحديد: ٢٠]، وقال تعالى: ﴿وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ﴾ [الرعد: ٢٦]. وقال تعالى: ﴿وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى﴾ [القصص: ٦٠، الشورى: ٣٦]، وقال تعالى: ﴿فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ﴾ [التوبة: ٣٨]، وقال تعالى: ﴿بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (١٦) وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى﴾ [الأعلى: ١٦، ١٧]، وقال تعالى: ﴿وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى﴾ [الضحى: ٤]، وقال تعالى: ﴿وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ﴾ [العنكبوت: ٦٤]. وعن عبد الله بن مسعود ﵁ قال: نام رسول الله ﷺ على حصير، فقام وقد أثر في جنبه، فقلنا: يا رسول الله، لو اتخذنا لك وطاء؟ فقال: «ما لي وما للدنيا، ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة، ثم راح وتركها» (^٣). وقال ﷺ: «لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرًا منها شربة

(^١) أخرجه البخاري في المرضى (٥٦٤٢)، ومسلم في البر والصلة (٢٥٧٣)، والترمذي في التفسير (٣٠٣٨)، وأحمد ٢/ ٣٠٣ (٨٠٢٧) من حديث أبي هريرة وأبي سعيد الخدري ﵄. (^٢) الأبيات لزين العابدين بن الحسين ﵄، وتنسب للشافعي ﵀. انظر: «عيون الأخبار» (٢/ ٢٨٤)، «الدر الفريد وبيت القصيد» (١/ ١٥٤). (^٣) أخرجه الترمذي في الزهد (٢٣٧٧)، وابن ماجه في الزهد- مثل الدنيا (٤١٠٩) - وقال الترمذي: «حديث حسن صحيح».

1 / 26