348

Marah Labid

مراح لبيد لكشف معنى القرآن المجيد

Editsa

محمد أمين الصناوي

Mai Buga Littafi

دار الكتب العلمية - بيروت

Bugun

الأولى - 1417 هـ

Nau'ikan

Tafsiri

هناك ميتة. وقرأ الباقون «يكون» بالتذكير «ميتة» بالنصب أي إلا أن يكون ذلك المحرم ميتة.

وعلى قراءة ابن عامر يكون ما بعد هذا معطوفا على أن يكون الواقعة مستثناة أي إلا حدوث ميتة أو دما مسفوحا أي جاريا كالدماء التي في العروق لا كالطحال والكبد أو لحم خنزير فإنه أي الخنزير رجس أي نجس فكل نجس يحرم أكله أو فسقا أي ذبيحة خارجة عن الحلال أهل لغير الله به أي ذبح على اسم الأصنام فمن اضطر أي فمن أصابه الضرورة الداعية إلى أكل الميتة غير باغ في ذلك على مضطر مثله ولا عاد أي متجاوز قدر الضرورة وهو الذي يسد الرمق فإن ربك غفور رحيم (145) أي فلا يؤاخذه ربك بالأكل من ذلك لأنه مبالغ في المغفرة والرحمة وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر أي وحرمنا على اليهود كل ذي مخلب وبرثن ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومهما وهو شحم الكرش والكلى إلا ما حملت ظهورهما أي إلا الشحم الذي حملته ظهورهما أو الحوايا أي أو إلا الشحم الذي حملته المباعر أو ما اختلط بعظم أي أو إلا شحما مختلطا بعظم مثل شحم الألية فإنه متصل بالعصعص فتلخص أن الذي حرم عليهم من الشحوم هو شحم الكرش والكلى وأن ما عدا ذلك حلال لهم ذلك جزيناهم ببغيهم أي ذلك التحريم عاقبناهم بسبب ظلمهم وهو قتلهم الأنبياء وأخذهم الربا وأكلهم أموال الناس بالباطل وإنا لصادقون (146) في الإخبار عن تخصيصهم بهذا التحريم بسبب بغيهم وهم كاذبون في قولهم حرم ذلك إسرائيل على نفسه بلا ذنب منا فنحن مقتدون به فإن كذبوك أي فإن كذبك اليهود في الحكم المذكور، أو كذبك المشركون في ادعاء النبوة والرسالة وفي تبليغ هذه الأحكام فقل لهم: ربكم ذو رحمة واسعة فلذلك لا يعجل عليكم بالعقوبة على تكذيبكم فلا تغتروا بذلك فإنه إمهال لا إهمال ولا يرد بأسه أي عقابه إذا جاء وقته عن القوم المجرمين (147) الذين كذبوك فيما تقول. وقيل: المعنى ذو رحمة واسعة للمطيعين وذو بأس شديد للمجرمين سيقول الذين أشركوا عنادا لا اعتذارا عن ارتكاب هذه القبائح لو شاء الله عدم إشراكنا وعدم تحريمنا ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شيء ففعلنا حق مرضى عند الله تعالى ولولا أنه تعالى رضي ما نحن فيه لحال بيننا وبينه كذلك كذب الذين من قبلهم أي مثل ما كذبك هؤلاء في أن الله منع من الشرك ولم يحرم ما حرموه كذب كفار الأمم الماضية أنبياءهم، فكل من كذب نبيا قال الكل بمشيئة الله تعالى فهذا الذي أنا فيه من الكفر إنما حصل بمشيئة الله تعالى فلم يمنعني منه، وفي قراءة بتخفيف كذب أي مثل كذبهم في قولهم: إن ما فعلوه حق مرضي عند الله تعالى كذب من قبلهم في ذلك حتى ذاقوا بأسنا أي عذابنا الذي أنزلنا عليهم بتكذيبهم الرسل وبكذبهم في قولهم إن الله أمرنا بالشرك قل لهؤلاء المشركين: هل عندكم من علم أي بيان على ما تقولون من تحريم ما حرمتم ومن أن الله راض بشرككم فتخرجوه أي فتظهروه لنا كما بينا لكم خطأ قولكم وفعلكم

Shafi 353