وأولئك الذين يقولون بالانفصال في التعليم إنما يعملون في الواقع لتعويق تطورنا الاجتماعي، ونقص إنتاجنا، والإخلال بتربية أبنائنا وبناتنا.
إننا في «تنازع بقاء» ونحن لا نحتاج إلى أن يقوم بالإنتاج في المصانع والمزارع والمتاجر والمكاتب ثمانية ملايين شاب فقط، إنما نحتاج إلى إنتاج 16 مليونا من الشبان والفتيات.
وإذا لم نفعل ذلك فإن الذين يفعلونه يغلبوننا، ليس في الحرب بل في السلم أيضا؛ وعندئذ ننقرض أمامهم كما انقرض الهكسوس أمام أسلافنا.
وعندما نتزوج على أساس الزمالة والمساواة، يقوم الحب من الزوجة مقام الاحترام لزوجها. والحب أبر وآمن وأدعم للعائلة من الاحترام. الزوجة التي تحب زوجها خير من الزوجة التي تحترمه.
ولا يمكن الجمع بين الاحترام والحب؛ بل إننا لا نعرف كيف نحترم أحدا إذا كنا نحبه.
ولن يسود الحب البيت إلا إذا كانت الزمالة تأخذ مكان الرياسة.
وليس في الدنيا إنسان يستحق أن يرأس زوجته، وإنما هناك قوانين وقواعد اجتماعية يجب أن تكون لها الرياسة، وأن يخضع لها الجميع رجالا كانوا أو نساء.
إن كل رجل نشأ في مجتمع انفصالي يعد ناقصا في تربيته جاهلا للجنس الآخر، بل هو قد يقع فريسة للشذوذ الجنسي. وكذلك الشأن في كل امرأة نشأت في مجتمع نسوي فقط.
ولا عبرة بأن يقال إن مكان المرأة هو البيت.
لقد كان الشأن كذلك قبل مائة سنة حين كانت أعمال البيت وواجباته تقتضي من المرأة أن ترصد حياتها كلها على خدمة البيت والزوج والأولاد. ولكن هذا البيت القديم كان بيتا غير متمدن. أما البيت المتمدن الآن فلا يحتاج أكثر من ساعة أو نصف ساعة من الخدمة في اليوم كله. ومن الإجحاف أن نقول للزوجة: الزمي بيتك، وابقي معطلة طيلة النهار، وحسبك أن تعملي ساعة في اليوم كله.
Shafi da ba'a sani ba