ذهبنا إلى باندونج نمثل مصر بلا نساء، كأننا كنا نمثل الرجال المصريين فقط.
وكان موقفنا هذا لا يشرفنا.
لذلك يجب أن نزور الهند والصين ونرى بأعيننا ماذا فعل الهنود والصينيون للارتفاع بنسائهم نحو المستوى الإنساني، ويجب أن نتعلم منهم ونقتدي بهم.
سفيرات ووزيرات
لا يكاد يمر شهر حتى ينعقد مؤتمر أو مؤتمرات تدعى إليها مصر للبحث في شئون الصحة، أو الزراعة، أو التعليم، أو الشئون الاجتماعية أو غير ذلك. ونحن نرسل إليها مندوبينا من الرجال فقط.
ولكن مندوبينا هؤلاء يجدون عندما تطأ أقدامهم نيويورك أو بودابست أو لندن أو روما أن هناك مندوبات إلى جنب المندوبين من شعوب العالم يسألن ويدرسن ويناقشن.
ذلك لأن جميع الشعوب المتمدنة قد سبقتنا إلى تعليم المرأة وإلى رفعها إلى مستوى الرجال في تحمل الأعباء الوطنية ثقافية كانت أم اجتماعية أم صحية. وقد فتحت لها أبواب الوظائف الصغرى والكبرى داخل بلادها وخارجها.
فإن مصالح البريد مثلا في جميع الأقطار الأوربية تعمل فيها النساء، آنسات وزوجات، أكثر مما يعمل الرجال. بل ليس غريبا أن تدخل مكتبا للبريد في أحد الأحياء في باريس أو لندن فلا تجد رجلا واحدا، ولكنك تجد نحو عشر نساء يقمن بجميع الأعمال البريدية.
وكذلك الشأن في التعليم الابتدائي، فإن المرأة تكاد تحتكره دون الرجل. وليس غريبا أن تجد مليون معلمة في أوربا ونحو هذا العدد بل أكثر في القارة الأميركية. وقد اتضح أن المرأة تحسن تعليم الصبيان الصغار أكثر مما يحسنه الرجل؛ لأن قلبها ينطوي على إحساس الأمومة.
وتتدرج المرأة في الوظائف الحكومية إلى أن تبلغ أعلى المناصب. كما أن هناك من الأعمال الحرة ما يستوعب الملايين من النساء.
Shafi da ba'a sani ba