وقال أعرابي: «النساء ثلاث: فهينة لينة، عفيفة مسلمة، تعين أهلها على العيش، ولا تعين العيش على أهلها، وأخرى وعاء للولد، وأخرى غل قمل يضعه الله في عنق من يشاء. والرجال ثلاثة: فهين لين عفيف مسلم يصدر الأمور مصادرها ويوردها مواردها، وآخر ينتهي إلى رأي ذي البت والمقدرة، فيؤخذ بقوله وينتهى إلى أمره، وآخر حار بائر لا يأتمر لرشد، ولا يطيع المرشد.»
ويحدثنا الشيخ نجيب الحداد عن ألوان أخرى من النساء فيقول: «لا أكره المرأة البغية تدفعها يد الفقر إلى البغاء، ولا ألوم الفتاة الساقطة تطرحها عوامل الاحتياج في مطارح الفحشاء، ولا أحتقر الغريبة النازحة تلجئها كف الضرورة إلى بيع العفة والحياء ، ولا أستهين باليتيمة الجائعة تبذل نفسها دون السؤال والاستعطاء، ولا أنفر من المرضع إذا ارتكبت منكرا لإطعام أطفالها، ولا أبغض الوحيدة المنقطعة إذا أخسرها الدهر سندها فتاجرت بجمالها، ولا أفند بنات الهوى يتخطفن الفتيان من قوارع الطرقات، ولا أذم بغايا الأسواق يجهرن بما يأتينه من المنكرات، فإنما هن مخلوقات أنزلها الشقاء في منازل الذلة والهوان، فلم تخف ما رمتها به يد الأقدار ولم تنكر ما أصابتها به طوارق الحدثان، بل هي قد استوفت من ذلها وانحطاطها بعض العقاب عن أعمالها، ونالت من قبح سمعتها جزاء واجبا عما بذلته من محاسن جمالها، ولا تلم المرأة الساقطة في مهاوي عارها وإذلالها، إنك لا تدري تحت أي حمل سقطت من أحمال الدنيا وأثقالها.
وإني لأكره المرأة الغنية ترفل في حلل الدمقس والديباج، وتسمع بالفقر والاحتياج سماعا ولم يذقها الدهر طعم الاحتياج، وهي ترى نفسها في القصور الشاهقة تعقد في العلا سببا، وترى ثيابها سراجا وهاجا بما حلاها الغني ذهبا، وتجد زوجها يوالي عليها أصناف الهدايا وأنواع النعم، وقد حفها من كرمه ووداده بجيش حافل من الوصائف والخدم، فهي لا تنقل قدما إلا في المركبات الفاخرة تجرها الخيل الجياد، ولا تنطق بكلمة من أوامرها إلا انحنت لأقوالها المناكب والأجياد، ولا تلقي رأسها إلا على وساد يتمنى كل فؤاد أن يكون ذلك الوساد، وقد أغنتها الأيام فما تجد فيها إلا الغبطة والهناء، وتجلت لها الأرض جنة الخلد حتى لو خيرت بينها لاختارت الأرض على السماء، أكره هذه المرأة حين تزاحم البغي في خيانتها وبغائها، وتجاري بنات الهوى في خلع الحياء، وهي متسترة وراء مجدها وعلائها، وتأتي منكرات الأعمال وهي غير محتاجة إلى إتيانها، وتبذل حسنها عفوا مجانا لقوم يحتاجون أحيانا إلى إحسانها، تلك التي تسير في مركبتها وأبصارها تنهب الوجوه انتهابا، أو تطل من شرفة قصرها وعينها تنتخب الفتيان انتخابا، والتي تواعد خليلها جانب البستان أو في أقصى المدينة مكانا قصيا، وتخون زوجها شر الخيانة وهو لم يسئ إليها ولم يأت شيئا فريا، تلك التي أكرهها ويجب أن تكرهها القلوب والأحداق، لأنه إذا كانت بغايا الأسواق شر العناء، فتلك شر من بغايا الأسواق.»
وقبل أن أختم هذا الباب، سأتعرض لأولئك الذين اعتبروا المرأة شرا لا بد من تجنبه.
فالمرأة كالأفعى، لين ملمسها، ولكن في أنيابها الخشونة والأسنة القاتلة.
وهناك مثل إفريقي يقول: «خلق الله السماء والأرض، واستراح، ثم خلق البحر والأسماك واستراح، ثم خلق الرجل والحصان والكلب وسائر الحيوان واستراح، واستراح الجميع، وأخيرا خلق المرأة، فلم يعد أحد يشعر براحة.»
ولقد صدق من قال: «مراقبة كيلة من البراغيث أهون من مراقبة امرأة واحدة.»
قال صموئيل بتلر: «سمعت رجلا يقول: إن قطاع الطرق يسألونك كيس نقودك أو حياتك ولكن النساء يطلبن الاثنين معا.»
وقال سليمان الحكيم: «وجدت أمر من الموت، المرأة التي هي شباك، وقلبها شراك، ويداها قيود بأشواك.» وقال سيبريان: «المرأة شيطان يدخلك الجحيم من باب الجنة.»
فعلى الرجل أن يحذر مخالطة النساء فإن لحاظ المرأة سهام، وألفاظها سموم، قال فيثاغورث لابنه: «أوصيك وصيتي فاحفظها تسلم: لا تكثر مجالسة النساء.»
Shafi da ba'a sani ba