283

أتبكون وتنتحبون؟! إي والله فابكوا كثيرا ، واضحكوا قليلا ؛ فلقد ذهبتم بعارها وشنارها ، ولن ترحضوها بغسل بعدها أبدا ، وأنى ترحضون قتل سليل خاتم النبوة ومعدن الرسالة ، ومدرة حجتكم ومنارمحجتكم ، وملاذ خيرتكم ومفزع نازلتكم ، وسيد شباب أهل الجنة ، ألا ساء ما تزرون.

فتعسا ونكسا وبعدا لكم وسحقا ، فلقد خاب السعي وتبت الأيدي ، وخسرت الصفقة ، وبؤتم بغضب من الله ورسوله ، وضربت عليكم الذلة والمسكنة.

ويلكم يا أهل الكوفة ، أتدرون أي كبد لرسول الله فريتم؟ وأي كريمة له أبرزتم؟ وأي دم له سفكتم؟ وأي حرمة له انتهكتم؟ لقد جئتم شيئا إدا ، تكاد السموات يتفطرن منه ، وتنشق الأرض ، وتخر الجبال هدا.

ولقد أتيتم بها خرقاء شوهاء كطلاع الأرض (1) وملء السماء. أفعجبتم أن مطرت السماء دما ولعذاب الآخرة أخزى وهم لا ينصرون ، فلا يستخفنكم المهل ، فإنه لا يحفزه البدار ، ولا يخاف فوت الثار ، وإن ربكم لبالمرصاد (2).

Shafi 312