275

فجائت كندة بثلاثة عشر وصاحبهم قيس بن الأشعث ، وجاءت هوازن باثني عشر وصاحبهم شمر بن ذي الجوشن ، وجاءت تميم بسبعة عشر ، وبنو أسد بستة عشر ، ومذحج بسبعة ، وجاء آخرون بباقي الرؤوس (1)، ومنعت عشيرة الحر الرياحي من قطع رأسه ورض جسده (2).

وسرح ابن سعد في اليوم العاشر رأس الحسين (ع) مع خولى بن يزيد الأصبحي وحميد بن مسلم الأزدي ، وسرح رؤوس أهل بيته وصحبه مع الشمر وقيس بن الأشعث وعمرو بن الحجاج (3).

وكان منزل خولي على فرسخ من الكوفة ، فأخفى الرأس عن زوجته الأنصارية ؛ لما يعهده من موالاتها لأهل البيت (عليهم السلام) إلا أنها لما رأت من التنور نورا راعها ذلك ؛ إذ لم تعهد فيه شيئا ، فلما قربت منه سمعت أصوات نساء يندبن الحسين (ع) بأشجى ندبة ، فحدثت زوجها وخرجت باكية (4) ولم تكتحل ولم تتطيب حزنا على الحسين (ع) وكان اسمها العيوف (5).

وعند الصباح غدا بالرأس إلى قصر الإمارة ، وقد رجع ابن زياد في ليلته من معسكره بالنخيلة فوضع الرأس بين يديه وهو يقول :

إملأ ركابي فضة أو ذهبا

إني قتلت السيد المحجبا

فساء ابن زياد قوله أمام الجمع فقال له : إذا علمت إنه كذلك فلم قتلته؟ والله لا نلت مني شيئا (6).

Shafi 304