Maqtal Husayn
Nau'ikan
* الليلة الحادية عشرة
يا لها من ليلة مرت على بنات رسول الله (ص)! بعد ذلك العز الشامخ الذي لم يفارقهن منذ أوجد الله كيانهن ، فلقد كن بالأمس في سرادق العظمة وأخيبة الجلالة تشع نهارها بشمس النبوة ويضيء ليلها بكواكب الخلافة ومصابيح أنوار القداسة ، وبقين في هذه الليلة في حلك دامس من فقد تلك الأنوار الساطعة بين رحل منتهب ، وخباء محترق ، وفرق سائد ، وحماة صرعى ولا محام لهن ولا كفيل ، لا يدرين من يدفع عنهن إذا دهمهن داهم؟ ومن الذي يرد عادية المرجفين؟ ومن يسكن فورة الفاقدات ويخفف من وجدهن؟ نعم ، كان بينهن صراخ الصبية وأنين الفتيات ونشيج الوالهات ، فام طفل فطمته السهام ، وشقيق مستشهد ، وفاقدة ولد ، وباكية على حميم ، وإلى جنبهن أشلاء مبضعة وأعضاء مقطعة ونحور دامية ، وهن في فلاة من الأرض جرداء. وعلى مطلع الأكمة جحفل الغدر تهزهم نشوة الفتح طيش الظفر ولؤم الغلبة. وعلى هذا كله لا يدرين بماذا يندلع لسان الصباح؟ وبماذا ترتفع عقيرة المنادي؟ أبالقتل أم بالأسر؟! ولا من يدفع عنهن غير الإمام العليل الذي لا يملك لنفسه نفعا ولا يدفع ضرا ، وهو على خطر من القتل!
ومرضعة هبت بها لرضيعها
عواطف ام اثكلت طفلها صبرا
Shafi 289