195

* يوم عاشوراء

لقد مر هذا اليوم على آل محمد (صلى الله عليه وآله) وكله شجاء مترامي الأطراف ، أثرت فجائعه في القلوب فأذابتها وفي المدامع فأدمتها ، فلا تسمع فيه إلا صرخة فاقد وزفرة ثاكل وحنة محزون ، ولا تبصر إلا كل أشعث قد أنهكه ألم المصاب ، ومغبر يذري على رأسه التراب ، إلى لادم صدرا وصاك جبهته وقابض على فؤاد وصافق بيده الاخرى ، وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ؛ لكن لوعة المصاب أليمة وكوارثه عظيمة. ولو يكشف لك عن الملأ الأعلى لسمعت لعالم الملكوت صرخة وحنة ، وللحور في غرف الجنان نشيجا ونحيبا ولأئمة الهدى بكاءا وعويلا.

ولا بدع ؛ فالفقيد فيه عبق الرسالة وألق الخلافة وإكليل تاج الإمامة ، وهو سبط المصطفى وبضعة فاطمة الزهراء وفلذة كبد الوصي المرتضى وشقيق السبط

Shafi 222