153

فهل تستطيع يا معاوية! أن ترد شيئا مما قلت.

وأما أنت يا عمرو بن العاص! فما أحسبك إلا لزنية ، احتج فيها خمسة من قريش كلهم يزعم : أنك ابنه ، فغلب عليك جزار قريش ، ألأمهم حسبا ؛ وأشرهم منصبا ، وأعظمهم لعنة ، ثم قمت خطيبا فقلت : أنا شانئ محمد صلى الله عليه وآله ، فأنزل الله عز وجل في «كتابه» : ( إن شانئك هو الأبتر ) الكوثر / 3.

ثم هجوت نبي الله صلى الله عليه وآله بسبعين بيتا ، فقال : اللهم! إني لا أحسن الشعر ، فالعنه بكل بيت لعنة ، ثم كنت في أصحاب السفينة الذين أتوا النجاشي يكذبون جعفرا عنده ، فكذبك الله بغيظك ، فأنت عدو بني هاشم في الجاهلية والإسلام ، فلست ألومك على ذلك ، ولا اعاتبك عليه ، وبعد فأنت القائل في مسيرك إلى النجاشي :

يقولون لي : أين هذا المسير

وما السير مني بمستنكر

وأما أنت يا عتبة! فما أنت بحصيف فاجيبك ، ولا عاقل فاعاتبك ، وما فيك من خير يرجى ، ولا من شر يتقى ، وما أنت وامك إلا سواء ، فأما وعيدك لي بالقتل ، أفلا قتلت الذي وجدته على فراشك وشركك في عرسك ، ولو كنت قاتلا أحدا لقتلته ، ثم أمسكتها عندك من بعد ما كان من بغيها ما كان ، وو الله ، ما ألومك على سبك عليا ؛ وقد قتل خالك مبارزة ؛ واشترك هو وحمزة في قتل جدك فقتلاه.

Shafi 174