112

Maqatil Talibiyyin

مقاتل الطالبيين

Bincike

السيد أحمد صقر

Mai Buga Littafi

دار المعرفة

Inda aka buga

بيروت

عبد الرحمن بن مهدي، عن حماد بن سلمة عن سعيد بن ثابت، قال:
لما برز علي بن الحسين إليهم، أرخى الحسين- صلوات الله عليه وسلامه- عينيه فبكى، ثم قال: اللهم كن أنت الشهيد عليهم، فبرز إليهم غلام أشبه الخلق برسول الله (ص)، فجعل يشد عليهم ثم يرجع إلى أبيه فيقول: يا أباه، العطش، فيقول له الحسين: اصبر حبيبي فإنك لا تمسي حتى يسقيك رسول الله (ص) بكأسه، وجعل يكر كرّة بعد كرّة، حتى رمى بسهم فوقع في حلقه فخرقه، وأقبل ينقلب في دمه، ثم نادى: يا أبتاه عليك السلام، هذا جدّي رسول الله (ص) يقرئك السلام، ويقول: عجّل القدوم إلينا، وشهق شهقة فارق الدنيا.
قال أبو مخنف: فحدّثني سليمان بن أبي راشد، عن حميد بن مسلم قال:
أحاطوا بالحسين ﵇، وأقبل غلام من أهله نحوه، وأخذته زينب بنت علي لتحبسه، فقال لها الحسين: احبسيه، فأبى الغلام، فجاء يعدوا إلى الحسين، فقام إلى جنبه، وأهوى أبحر بن كعب بالسيف إلى الحسين، فقال الغلام لأبجر: يا ابن الخبيثة أتقتل عمي؟ فضربه أبجر بالسيف، واتقاه الغلام بيده فأطنّها إلى الجلد. وبقيت معلقة بالجلد، فنادى الغلام: يا أماه، فأخذه الحسين فضمّه إليه، وقال: يا ابن أخي احتسب فيما أصابك الثواب، فإن الله ملحقك بآبائك الصالحين، برسول الله (ص)، وحمزة، وعلي، وجعفر، والحسن ﵈ «١» .
قال: وجاء رجل حتى دخل عسكر الحسين، فجاء إلى رجل من أصحابه فقال له: إن خبر ابنك فلان وافى، إن الديلم أسروه، فتنصرف معي حتى نسعى في فدائه، فقال: حتى أصنع ماذا؟ عند الله أحتسبه ونفسي، فقال له الحسين: انصرف وأنت في حل من بيعتي، وأنا أعطيك فداء ابنك. فقال:

1 / 116