Manufofin Aliyya
المقاصد العلية في شرح الرسالة الألفية
Nau'ikan
في الكسوفين للعهد الذهني المشهور، واحترز بهما عن كسف الكواكب بعضها لبعض، فإنه لا يوجب الصلاة؛ لعدم كونه من الأخاويف، إذ لا يطلع عليه أكثر الناس.
وأما انكساف الشمس ببعض الكواكب كالزهرة وعطارد، ففي إيجاب الصلاة قولان، وقد مال المصنف في الذكرى إلى الوجوب (1)، وقوى العلامة عدمه (2)، والعبارة تحتمل المذهبين بحمل اللام على الجنس أو الاستغراق أو العهد الذهني، فإن المعهود والمتعارف الظاهر هو انكساف الشمس بالقمر، والقمر بحيلولة الأرض بينه وبين جرم الشمس، ومن ثم كان انكساف القمر ليلة الرابع عشر، والشمس يوم التاسع والعشرين من الشهر.
وأما كسف الزهرة وعطارد للشمس فغير بين للأكثر، ولا مخوف للعامة والمعظم.
[الزلزلة]
(والزلزلة) وهي مصدر زلزل الله الأرض زلزلة وزلزالا: أي حركها، وهي الرجفة.
واللام فيها للعهد، فلا يكفي مطلق الحركة.
[كل ريح مظلمة]
(وكل ريح مظلمة) في حال كونها (سوداء أو صفراء مخوفة) ومقتضى العبارة انحصار الوجوب في الريح الجامعة للوصفين، فلا يجب للريح المنفكة عنهما أو عن إحداهما وإن أخافت، ولا المظلمة، المنفكة عن الريح.
والذي اختاره المصنف في الذكرى (3) والبيان (4)- وهو أصح الأقوال في المسألة- وجوب الصلاة لكل آية مخوفة، فيدخل فيه الريح المنفردة عن الوصفين، والظلمة المنفردة عن اللونين، والرعدة العظيمة، وغيرها إذا حصل الخوف منها لأكثر الناس، ويدل عليه صحيحة زرارة ومحمد بن مسلم عن الباقر (عليه السلام): «كل أخاويف
Shafi 368