Manufofin Aliyya

Shahid Thani d. 966 AH
189

Manufofin Aliyya

المقاصد العلية في شرح الرسالة الألفية

Nau'ikan

Fikihu Shia

واعلم أن هذه العلامات الثلاث موجودة في كتب الأصحاب للعراقي بقول مطلق، والموجود منها في النصوص هو الأول خاصة، والباقي استخرجوه بالمقايسة عليها، وكذا باقي العلامات لأهل الجهات غير منصوص، وإنما أخذوه من مقاييس الهيئة ونحوها من العلوم المفيدة لذلك، كما اعترف به المصنف (1) وغيره. وأنت إذا تأملت هذه العلامات الثلاث وجدتها مختلفة اختلافا بينا على وجه يوجب العمل بإحداهما مخالفة الأخرى.

وتوضيح ذلك أن العلامة الأولى إذا اعتبرها المصلي، وجعل الجدي حال استقامته خلف المنكب الأيمن، وهو مجمع عظم العضد والكتف، يكون منحرفا عن نقطة الجنوب نحو المغرب انحرافا بينا؛ لما مر من أن الكوكب في غاية ارتفاعه يكون على دائرة نصف النهار المارة بنقطتي الجنوب والشمال، فيكون حينئذ جعل الجدي بين الكتفين موجبا لاستقبال نقطة الجنوب، وكون المغرب والمشرق على اليمين واليسار. فإذا جعل الجدي خلف المنكب الأيمن، كان الوجه منحرفا عن نقطة الجنوب نحو المغرب.

والثانية إن اعتبر فيها اعتدال الجهتين، اقتضت كون المصلي عند جعلهما على اليمين واليسار مستقبلا لنقطة الجنوب؛ لما مر من تقاطع الجهات الأربع على زوايا قوائم، فيختلف مدلولا العلامتين.

وإن اعتبرنا في المشرق والمغرب جزء مخصوصا منهما بحيث يناسب العلامة الأولى، لم يكن للثانية فائدة، بل ذلك غير مراد، فإن الأصحاب بين مطلق للجهتين- وظاهر أنه أعم من الجزء المفروض- وبين مقيد لهما بالاعتدالين، فتلزم المخالفة.

وإن اعتبرتا عامتين، وأريد بهما ما هو أوسع من الاعتدالين، كما هو المفهوم منهما عرفا، كانتا موافقتين للأولى تارة ومخالفتين لها أخرى. بل ربما أمكن مخالفتهما لها أضعاف ما تقتضيه حالة الاعتدال، بأن يجعل آخر جزء من المغرب إلى جهة الجنوب على يمينه، وآخر جزء من المشرق إلى جهة الشمال على يساره. وهذا غير مراد قطعا،

Shafi 195