[أما المقدمة]
(أما المقدمة) فاعلم أن من حق طالب كثرة تضبطها جهة واحدة، أن يعرفها بتلك الجهة، وأن يعرف غايتها؛ ليزداد فيها نشاطا، ولا يكون سعيه عبثا. وفلذلك جرت عادة العلماء بتقديم تعريف ما يقصدون البحث فيه من العلوم (1)، وذكر غايته وموضوعه على الشروع في مسائله، فسلك المصنف (رحمه الله) تعالى هذا النهج القويم، وابتدأ بتعريف الصلاة الواجبة التي غرض الرسالة هو البحث عن فروضها، وأشار في ضمن التعريف إلى الغاية المطلوبة منها، ثم عقبه بذكر الموضوع الرسالة، وهو ما يبحث فيها عن إعراضه الذاتية، وعقب ذلك بجملة من الترهيب والترغيب فيها؛ ليزيد الطالب لها نشاطا، فقال:
(فللصلاة الواجبة: أفعال معهودة) أي معلومة شرعا على وجه معين (مشروطة بالقبلة والقيام اختيارا، تقربا إلى الله تعالى). فالأفعال بمنزلة الجنس تشمل العبادات وغيرها وأفعال القلب والجوارح، فيدخل في التعريف صلاة المريض المستلقي العاجز عن الإيماء، فإن أفعاله كلها قلبية. وصلاة شدة الخوف مع العجز عن الإيماء، فإن أفعالها حينئذ لسانية وقلبية لا غير. وصلاة الغريق قد تلحق بالأول، وقد تلحق بالثاني،
Shafi 21