مقدم بقبول الصديق الحبيب، وقد صحت أحاديث في السنة أن العنبر تراب الجنة.
روى البخاري في تاريخه عن عائشة ﵂ سألت (أكان النبي ﷺ يتعطر قالت: نعم بذكاوة العطر المسك والعنبر) .
وسأل ابن عباس ﵁ عن ذكاة العنبر فقال إنما هو شيء دثره البحر وإن فقيه الخمس، وفيه منافع أودعها الله لعباده، وقد استخرجها كل طبيب دنس، منها أنه مفيد القلب والحواس ويزيد الدماغ قوة، وينفع شمه من أمراض البلغم الغليظ والفالج واللقوة، وطلاءه من الأوجاع الباردة المعدة، ومن الرياح الغليظة العارضة في الأمعاء والمفاصل، من السدد وينفع من الشقيقة والنزلات الباردة والصداع الكائن عند الإخلاط بخورا ومن جميع أوجاع العصب والجدري، وإذا في دهن البان ودهن به ففاد الظهر كثيرا ويقوي فم المعدة إذا غمست فيه قطنة ووضع عليها يسيرا وينفع أكله من استطلاق البطن المتولد عن البرد وعن ضعف المعدة تقديرا، وهو مقوي لجوهر كل روح في الأعضاء الرئيسة ومكثر له تكثيرا، وقد نزهه الشعراء وشبهوا به من قصدوا لقدرة التنويه.
فقال بعض أهل التمويه:
وسمراء باهى كلفة البدر وجهها ... إذا لاج في ليل من الشعر الجعد
محبته من محبة القلب لونها ... وطينتها للمسك والعنبر الورد
وقال البدر بن الصاحب
لعنبر خاله عبق ... على ورد من الخد
فيا لله طيب شذى ... بذلك العنبر الوردي
وقال أبو الحسن الجوهري يصف النيل
متنا كبنيان الخور ... نق ما يلاقي الدهر كدا
ردفًا كدكة عنبر ... متمايل الأوراك نهدا
1 / 8