ويعدل الحرارة التي لم تتعدل، ويسهل حركة المفاصل فتتسهل، وينفع سعوطا من الصداع الحاد، ويحفظ طلاء صحة الأظفار، وينفع من الحرقة والحرارة التي تكون في الجسد، ويصلح من الشعر المنتثر دهنا ما فسد، وإذا قطر في الإحليل سكن حرقه وحرقة المثانة، وينفع من يبس الخياشيم فجل الخالق الباري سبحانه، وإذا تحسس منه في الحمام وزن درهمين نفع من ضيق النفس على الريق بلا مين، وإذا حل فيه شمع مقصور أبيض ودهن به صدر الأطفال نفعهم منفعة قوية من السعال.
وروى ابن أبي حاتم وغيره عن الإمام الشافعي صاحب المذهب المهذب أنه قال: لم أر للوباء أنفع من البنفسج يدهن به ويشرب.
ومنافعي لا تحصى، وما أودعه خالقي في لا يستعصى، وبي تعطر الجيوب، ويشبه عذار المحبوب، وأنا مع ذلك حسن القال، بديع الجمال، من رآني أذن بالانشراح، وتفاءل بالإنفساح، ألا تسمع قول من باح وصاح.
يا مهديا لي بنفسي أرجا ... يرتاح صدري له وينشرح
بشرني عاجلا ومصحفه ... بأن ضيق الأمور ينفسح
النيلوفر
فقام النيلوفر: على ساق، وحشد الجيوش وساق، وأنشد بعد إطراق
بنفسج الروض تاه عجبا ... وقال طيبي للجو ضمخ
وأقبل الزهر في احتفال ... والبان من غيظه تنفخ
ثم قال أيها البنفسج بأي شيء تدعي الإمارة، وتطاوع نفسك والنفس أمارة، وأكثر ما عندك أنك تشبه بالعذار وبالنار في الكبريت، وحاصل هذين يرجع إلى أشنع صيت، وما نفع ذكرته عنك إلا وأنا أفعل مثله وأكثر، وأنا أحرى لسلامة العاقبة منك، وأجدر من شرب اليابس منك ولده قبضا على القلب، وربى في معدته وأمعائه وأحدث له الكرب، وانحلالك يطفي المادة، لا سيما لمن به حمى حادة ومرباك
1 / 18