257

============================================================

الفن الرابع المتالأت التى اختلف فيها اهل الملة 257 والإرادة الثانية: هي الأمر بالطاعة، وهي غير الطاعة.

وحكي عن حفص الفرد أنه قال: إن إرادة الله صفة في ذاته، وإن له ارادة هي صفة له في فعله، فالإرادة التي هي صفة في الفعل هو الأمر من الله بالطاعة، والإرادة التي هي صفة في الذات واقعة على كل شيء سوى الله من فعله وفعل خلقه، كائنا ما كان من طاعة أو معصية.

وحكي عن سليمان بن جرير أنه قال: إرادة الله معنى ليس هو الله ولا غيره، وكذلك قال في الحب والبغض وسائر الصفات.

وحكي عن هشام(1) بن الحكم وهشام الجواليقي وجل الروافض أنهم يقولون: إن إرادة الله حركة، وأنهم يقولون أن يكون غير الله. وإن هشام بن الحكم قال: هي معنى لا هو الله ولا غيره.

وحكي عن أبي مالك الحضرمي وعلي بن هيثم موافقة هشام في أن الإرادة حركة، إلا أنهم زعموا أنها غيره.

وقال الجاحظ فيما حكاه عنه أبو الحسين: إن الله جل ذكره إنما خاطب خلقه في كتابه بلغة العرب التي عرفوها وفهموها، وهي لغتهم التي يتكلمون بها، ويخاطب بها بعضهم بعضا. فلما كان ذلك كذلك، وكانت العرب قد عرفت أن الفاعل للفعل العالم به المختار له لا يقع فعله فيه إلا وهو مريد له، فلما أراد الله جل ذكره أن يعرف خلقه أن السهو منه في أفعاله والجهل بها لا يجوز عليه، أخبر أنه مريد لها لينفي عن نفسه السهو عنها والجهل بها والإكراة عليه وبهذا أقول، وإليه أذهب.

(1) في الأصل: هاشم.

Shafi 257