255

============================================================

الفن الرابع: المقالات التي اختلف فيها آهل الملة 1 القول في إرادة الله جل ذكره: قالت المعتزلة بأسرها إلا بشر بن المعتمر: إن إرادة الله فعل من أفعاله، لأن الصفات صفات الذات عندهم ما لا يجوز أن يوصف بضد شيء منها.

والإرادة قد يجوز فيها أن يقول القائل: إن الله قد أراد كذا ولم يرذ كذا، وأراد شيئا وكره غيره، وليس مثل ذلك يجوز في شيء من صفات الذات؛ لأنه لا يجوز آن يقال: يعلم كذا ويجهل كذا، ويعلم شيئا ولا يعلم شيئا آخر، وكذلك القدرة وما معناها.

واختلفوا فيها بغير الاتفاق على ما ذكرنا: فقال إبراهيم النظام ومن ذهب مذهبه: إن إرادة الله لا تخلو من أن تكون فعلا أو أمرا أو حكما، واحتج لذلك بأن قال: إن الإرادة في اللغة وفي الشاهد لا تخلو من آن تكون ما بينا، او تكون ضميرا، أو تكون إنما أراد بها قرب الشيء من الشيء، كقوله جل ذكره: { جدا رايريد أن ينقض} [الكهف: 277، قال: فلما استحال الضمير عليه جل ذكره كانث إرادته ما قلنا، قال: والمراد قد يسئى إرادة في اللغة بقول القائل: جثتني بارادتي؛ أي: مرادي، ويقول: أرادني فلان على كذا، وأراد مني كذا؛ أي: أمرني، ويقول: إن الله يريد بأن يقيم القيامة؛ آي: أحكم بذلك.

قال أبو الهذيل: إرادة الله غير المراد، وإرادته لما خلق هو خلقه له، وهي معه، وخلق الشيء عنده غير الشيء، وإرادته الطاعات أمره بها.

وقال بشربن المعتمر: إن الإرادة من الله على وجهين: صفة ذات، وصفة فعل. فالله عز وجل لم يزك مريدا لجميع أفعاله وجميع طاعات عباده؛ لأنه لا

Shafi 255