153

============================================================

الفن الثاني: فرق أهل القبلة قالوا: ووافق قوم من الصفرية بعض البيهسية على أن كل من واقع ذنبا عليه فيه حد لم يشهذ عليه بأنه كفر حتى يرفع إلى السلطان وئحد عليه، فإذا حد عليه فهو كفر، إلا أن البيهسية لا يسمونهم مؤمنين ولا كافرين حتى يحكم عليهم، وهذه الطائفة من الصفرية يثبتون اسم الإيمان حتى يقام عليهم الحد.

ومنهم: المرجئة، ويسمون البدعية أيضا، والذي أبدعوه وتفردوا به دون الخوارج كلها ودون أهل الملة جميعا قطع الشهادة على أنفسهم وموافقتهم بأنهم من أهل الجنة من غير شرط ولا استثناء.

وقال بعض الناس ومنهم الحسبية ورئيشهم ابن الحسيب، وكان في زمان الهيصم والفضل، وكان يزعم أن الدار دار حرب، وأنه لا يجوز الإقدام على من فيها إلا بعد المحنة، ويقول بالإرجاء في موافقتهم خاصة، كما حكي عن نجدة ويقول فيمن خالفه: إنهم بارتكاب الكبائر مشركون، ولم أر الخوارج تذكر هذا الصف.

وللخوارج ألقات تجمعهم منها أن يقال لهم: الشراة، والخوارج، والمارقة، والحرورية، والمحكمة، وهم يرضون هذه الألقاب كلها إلا بقول القائل: مارقة؛ فإنهم ينتفون منه.

وسبب الذي له سموا خوارج: خروجهم على علي والذي له سموا محكمة: إنكارهم أمر الحكمين وقولهم: لا حكم إلا لله.

والذي سثوا حرورية نزولهم بحروراء في أول أمرهم.

والذي سمواله مارقة أن الأمة أجمعث سواهم أن حديث النبيي صلى الله عليه: "يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية"، إنما جاء فيهم.

Shafi 153