142

============================================================

مثالات البلخي قذفة زناة وماكان من الأعمال ليس فيه كترك الصلاة، فهو كفؤ، وأزالوا اسم الايمان في الوجهين جميعا.

ويقال: إن الصفرية إنما نسبوا إلى عبيدة بن أبي فنيص، وكان ممن خالف نجدة ورجع من اليمامة، فلما كتب نجدة إلى أهل البصرة سلهم عن السيرة، اجتمع عبيدة بن فنيص، وعبد الله بن أبي إباض، فقرؤوا كتابه.

واختلفوا؛ فقال عبد الله بن إباض بما سنذكره من مذهب الإباضية، وقال عبيدة بن أبي فنيص بمذهب جمهور الخوارج، وهم أن مخالفتهم مشركون، السير فيهم هي السيرة في أهل الحرب، حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم، يعني الذين حاربوه من المشركين، وكان أصل مقالة الخوارج، إنما هو قول الأزارقة وقول الإباضية وقول الصفرية وقول النجدات، ثم جميع الأصناف الذين ذكرنا اختلافهم سوى الأزارقة والإباضية والنجدية، فإنهم تفرعوا من الصفرية، وقول الصفرية هو أصلهم وإن اختلفوا في الفروع، فإذا قال قائل صفري، فإنما يريد أنه ليس من الأزارقة، ولا من النجدات، ولا من الإباضية، ثم ليس يدرى من أي الأصناف هو حتى يخص بذكر ما تفرد به من الفروع.

ومنهم: الإباضية، أصحاب عبد الله بن إباض، وعبد الله بن يحيى الذي سموا به طالب الحق، وهم مختلفون(1)، فمنهم: فرقة يقال لها: الحفصية، كان إمامهم حفص بن أبي المقدام، زعم أن ما بين الشرك والكفر معرفة الله، فمن عرف الله ثم كفر بما سواه من رسول أو كتاب أو جنة أو نار، أو عمل جميع الجنايات، فهو كافر بريء من الشرك، ومن جهل الله وأنكره فهو مشرك. فبرئ منه جل الإباضية، وقالوا: (21 ب الإيمان بالؤسل والكتب متصل بتوحيد الله،/ فمن كفر بذلك فقد أشرك بالله.

(1) في الأصل: مختلفين.

Shafi 142