وخصوصية موقع أهل البيت (ع) ومكانتهم إنما هو في نظر الإمام منهج يحتكم إليه ، إنه الميزان الذي توزن عليه الأقوال لتميز صحيحها من سقيمها ، وهو صمام الأمان الذي إذا انفلت صار الدين مرتعا لكل جاهل يريد أن يدلي بدلو له فيه ، فمن بعدهم يرجع إليه ! ووضح لنا هذا قوله عليه السلام في كتاب الصفوة :
(( وذلك أنهم لم يروا لأهل بيت نبيهم صلى الله عليه فضلا عليهم - يعترفون لهم به - في قرابتهم من النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولا علما بالكتاب ينتهون إلى شيء من قولهم فيه، فلما جاز لهم إنكار فضلهم، جاز ذلك لبعضهم على بعض.
وسمي كل من استقبل القبلة وقرأ القرآن - من مؤمن أو منافق، أو أعرابي أو مهاجر، أو أعجمي أو عربي - من أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وجاز لهم - فيما بينهم إذ لم يروا لأهل بيت نبيهم فضلا عليهم - أن يتأول كل من قرأ القرآن برأيه، ثم يقول هو ومن تابعه على رأيه: نحن أعلم الناس بالقرآن وأهداهم فيه )).
Shafi 6