============================================================
وأما الركن الثالث - وهو إثبات افعاله تعالى - فيدور على أن جميع المخلوقات -59 المخرجة من العدم إلى الوجود محصصة بإرادته الأزلية الواحدة، صادرة عن قدرته القديمة القاهرة، فأفعاله تعالى منرهة عن الأغراض الحادثة الحاملة على الإقدام أو الإحجام، مبرئة عن العلل الطارئة الدافعة للايجاد أو الإعدام.
ه فهو تعالى متفضل بالخلق والإبداع والاختراع والتكوين، متكرم على الخلق
بإرسال الرسل وإنزال الكتب والوحي للنبيين، كل ذلك بمقتضى تعلق علمه 09 وإرادته وقدرته التي وجب لها كذاته العلية القدم والوحدانية، لا بأمور حادثة قامت بذاته أوجبت انفعاله وتغيره، فإن ذلك من شؤون المخلوقات المنحطة عن رتبة الإلهية.
254و11 وأما الركن الرابع - وهو صذق الرسول فيدور على إثبات حقية ما أخبر به من الأخكام الشرعية، وأن فيها - لا في غيرها - صلاح أحوال البشرية، وإتبات صدق الأخبار النبوية، كالحشر والنشر وفناء العوالم العلوية والسفلية، وإثبات آمانته واستحالة خيانته، وإثبات تبليغه لجويع ما آمره الله تعالى
بتبليفه للخلق، واستحالة كتمانه لشيء من ذلك.
و1 فهذه أبرز الأركان الإيمانية التي عليها يقوم دين الإشلام، وهي التي بلغها بأكمل البيان نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، ومضى عليها الصحابة والتابعون، ثم سار عليها السلف الصالحون، ثم دعمها وقواها ودفع كل الشبه عنها أفل السنة المعروفون بالأشاعرة، فحمؤها من تخريف الغالين، واتتحال المبطلين،
Shafi 5