============================================================
يكون مشبها بخلقه، فإن من أشبه الخلائق وصفاتها كان حادثا مثلها، وربنا سبحانه وجب قدمه وبقاؤه وما وجب قدمه وبقاؤه استحال عدمه، فهو مولانا وخالقنا العلي القدير الذي لا ليس كمئله شن* وهو السميع البصير ((47)) (الشورى: 11].
ومعنى قوله : "ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء"(1) أي: الذي ظهرت قدرته في السماء، التي هي أعظم ما تشاهدون من المخلوقات، وقد خلقها وقدر على خلقها، فكيف لا يقدر على رحمتكم والإحسان إليكم؟!
وارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء من ملائكة الله تعالى بإذن المولى جل جلاله؛ لأنكم إذا رحمتم خلق الله أحبكم الله، والمحبة منه - سبحانه - رحمئكم والإحسان إليكم، وإذا أحب الله سبحانه عبدا نادى جبريل *ليل: إني أحببث فلانا فأحبه، فينادى جبريل *مليشلم: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فإذا أحبته الملائكة نزلت من السماء الرحمة على الراحمين بإذن رب العالمين، وفي التماه رزقكر وما توعدون (8 [الذاريات: 22).
والمقصود أن الحديث لا يبقى على ظاهره، بل لابد من تأويله، والتأويل على قدر المنازل والفتوحات الواردة من الله تعالى على الأفاضل (2).
(6) أخرجه أبو داود في سنته (9991) (2) تذكرة المحبين في أسماء سيد المرسلين (ص422)
Shafi 47