============================================================
وتمام تصرف من كل حيثية، من غير حجر ولا تحديد جهة، بل بدليل قوله: لوهو في كل مكان بعلمه" لضرورة ملازمة الصفة الموصوف (1).
وقال الشيخ أبو الحسن على القلصادي الأندلسي المتوفى بمدينة باجة في تونس سنة (897ه) في كتابه "الب الأزهار اليمنية على الأنوار السنية" في تفسير الحديث القدسي: لاوما تقرب إلي العبد بشيء أحب إلي مما افترضت عليه...8: القرب من الله تعالى بالمعنى، لا بالمسافة؛ لأنه سبحانه وتعالى ليس له مكان فيدنى منه، ولكن قربه بالإجابة لمن دعاه، والعطاء لمن سأله، والمغفرة لمن استغفره، فقرب العبد بطاعته والكف عن مخالفته، وبعده بعصيائه ومتابعة هواه(2).
* وقال الشيخ الإمام أبو عبد الله محمد بن قاسم الرصاع (ت894 ه) في كتابه "تذكرة المحبين في أسماء سيد المرسلين": عند ذكره لقول النبي : "الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء": احذروا رحمكم الله أن تفهموا هذا الحديث الكريم على ظاهره من أن مولانا - جل جلاله- في السماء، وأن السماء محل له، أو له مكان يقله، فإنه يستحيل على ربنا وخالقنا أن يكون في مكان أو في زمان لأنه سبحانه هو خالق المكان والزمان ومخترعه، وكان الله القديم الأزلي ولا شيء معه، فإنه القديم بذاته وصفاته، ويستحيل عليه أن (1) مجموع الفضائل في سر منافع الرسائل في بداية الطريق لأهل التحقيق (ص 66) مخطوط بالمكتبة الوطنية بتونس رقم 15039 (2) لب الأزهار اليمنية على الأنوار السنية (ص 247)
Shafi 46