============================================================
وقال الشيخ الإمام محمد الأبي (ت 827ها في شرح صحيح مسلم في قوله للجارية: "أين الله؟" : أراد معرفة ما يدل على إيمانها لأن معبودات الكفار من صنم ونار بالأرض، وكل منهم يسأل حاجته من معبوده، والسماء قبلة دعاء الموحدين، فأراد كشف معتقدها وخاطبها بما تفهم، فأشارت إلى الجهة التي يقصدها الموحدون، ولا يدل ذلك على جهة ولا انحصاره في السماء، كسما لا يدل التوجه إلى القبلة على انحصاره في الكعبة. وقيل: إنما سألها عما تعتقده من عظمة الله تعالى، وإشارتها إلى السماء إخبار عن جلالته في نفسها(1).
* وقال الشيخ الإمام أبو العباس أحمد البسيلي (2) (ت830ه) في التقييد الكبير على تفسير الإمام ابن عرفة عند قوله تعالى: الرحمن على العرش أستوى (م) اط: 5]: تأوله ابن عطية بوجوه أحدها صرف الاستواء إلى معنى القهر والغلبة، وعبر عنه الزمخشري بأنه كناية عن الملك، والصواب أنه ليس بكناية، بل يبقى الاستواء على معناه الحقيقي، ونترك منه الوجه المحال، وهو ظاهره المقتضي للاستقرار والمكان والعلو الحسي، ونتمسك بلازمه وهو العلو المعنوي المقتضي للاستيلاء والرفعة والقهر، من باب تنقيح المناط(3).
(6) إكمال إكمال المعلم في شرح صحيح مسلم (ج2/ ص 241) وهو موافق للإمام المازري (2) تراجم المؤلفين التونسيين، (ج1/ ص 203) (3) التقييد الكبير (ص 222)
Shafi 40