============================================================
لاحمل "فوق" على الجهة معلوم الاستحالة بالدلائل اليقينية؛ لتقدسه تعالى عن الجواهر والأجسام، ومعلوم ذلك من سياق كلام المصنف بحيث لا يوهم على قارثه أنه أراد الجهة، فهو تعالى فوق العرش فوقية معنى وجلال وعظمة(1).
* قال الإمام عبد الله بن يوسف البلوي الشبيي القيرواني (ت 82(ه) في شرح الرسالة القيروانية: وأما فوقية الله على عرشه فالمراد بها فوقية معنوية بمعنى الشرف والجلال والكمال والمكانة، لا فوقية أحياز وأمكنة لأنه تعالى يستحيل عليه المكان والجهات ومشابهة المخلوقات. وهي إما بمعنى الحكم والملك فيرجع إلى معنى القهر، أو بمعنى عدم المماثلة والمخالفة فيرجع إلى معنى التنزيه (2).
* وقال الإمام أبو عبد الله محمد بن عرفة (ت803ه) في تفسير قوله تعالى: " أمنثم من فى السمله أن يخسف يكم الأرض فإذا هح تمور () (للك: 216: المذهب الحق عند الأصوليين أن الله تعالى منزه عن الجهة والمكان؛ إذلو كان متصفا بالمكان للزم عليه إما عدم حدوث العالم، أو حدوث الذات الكريمة؛ لأن المكان من جملة مخلوقاته، فلو كان له مكان لزم قدمه، أو حدوث من حل فيه(3).
(1) التكت المقيدة في شرح الخطبة والعقيدة، بتحقيق الأستاذ الحبيب بن طاهر والدكتور الميلودي بن عة ص84، طبعة ا، مؤسسة المعارف.
(2) مخطوط بمكتبة آل التيفر.
(3) تقييد البسيلي (مخ/ ص 999)
Shafi 36