ثم أخذ حذره من هذا الوغد الزنيم، والعدو الأحمق اللئيم، وأظهر له أنه نام، فصبر حتى انسدلت أستار الظلام، وثار هذا المهين، ثورة أسد العرين، واستل بيده خنجره، وقصد من المنعم عليه الحنجرة، ودنا منه وكاد أن يطعنه، ولم يعلم أنه لم تأخذه سنة، فوثب عليه وثبة الهاصر، وهو لسيفه من غمده شاهر، وهجم عليه وضربه به صفحا على صدره، فسقط منه الخنجر وانقلب على ظهره، هنالك انقض عليه الخادم، قبل استوائه على قدميه، وربط بعمامته من ورائه يديه، وعول على إتلاف مهجته، قبل نهوضه من وقعته، ونوى على أنه يعدمه الحياة، ولا ينتظر فيه أمر مولاه، ويعمل بضد ما قال القائل، في هذا الخائن الجاهل:
إذا ما الظلوم استحسن الظلم مذهبا
ولج عتوا في قبيح اكتسابه
فكله إلى صرف الزمان فإنه
سيبدي له ما لم يكن في حسابه
فكم قد رأينا ظالما متمردا
يرى النجم تيها تحت ظل ركابه
فعما قليل وهو في غفلاته
أناخت صروف الحادثات ببابه
فأصبح لا مال ولا جاه يرتجى
Shafi da ba'a sani ba