سيدي ما لي أراك عني في إعراض؟! وما لك عني غير راض؟! وما الباعث لك على الضن بالمراسلة، التي قامت الأدلة على أنها نصف المواصلة؟! أظننت أن الثروة غيرت أخلاقي، وأخمدت مني لأحبابي نيران أشواقي؟! هيهات هيهات! أن أتزحزح في المودة عن الثبات، أو أغفل عن التمثل بقول حاتم، الذي ضربت به الأمثال في السخاء والمكارم:
شربنا بكأس الفقر يوما وبالغنى
وما منهما إلا سقانا به الدهر
فما زادنا بغيا على ذي قرابة
غنانا ولا أزرى بأحسابنا الفقر
معاذ الله أنسى الرفاق، وأتحول إلى الخلاف عن الوفاق، فكن جاريا على العادة في كتب الوداد، وانشر بطريفها مطوي التلاد، متعني المولى بلقاك، ومن كل سوء وقاك، ولا زال أبو الفخار الشهير، مقربا من سدة مخدومه الخطير، حتى لقي ربه الكريم، وفاز برحمة الرحمن الرحيم، ونظم في سلك ذوي السيادة، وختم له بالسعادة.
Shafi da ba'a sani ba