وبعيد عن العصيد دعاني للإفطار زميل قديم التقيته صدفة بصنعاء ، وأخذني لمطعم حديث له لافتة بعنوان بارز ، ويديره أو يملكه عربي شقيق من عرب المتوسط .... كان زميلي متحمس ليطلعني على أحدث المطاعم المتطورة ،، وقام بطلب طبق ،، وعرض علي أن أطلب ما أريد لكنني تريثت برهة حتى أرى طعام زميلي ..!! وقدم الطبق فإذا به يحتوي على الفول !!؟؟ وعاد النادل إلي لكنني أحجمت ولم أطلب شيئا متذرعا بتسويفات .. لكن ومع إصرار زميلي ومستضيفي .. فكرت طالما وجد الفول ... سأقوم بطلب ما يشبهه ولكن باليمني برعي .. وعاد النادل وطلبه برعي ... وقهقه ضاحكا وتسآل ما هو البرعي ،،؟؟ فأجبته فول يمني .. لكن زميلي دنى من يقول صه لاتخبرهم بالبرعي .. فهو أي البرعي وجبة الفقراء مع الكدم وهم لايعرفونه ، لكنني إستشظت غيظا وغلت الدماء في عروقي .... لماذا أخجل من فولنا اليمني .. وأبدله بفول المتوسط الذي أثبتت الدراسات أنه يسبب تبلد الذهن ويؤدي إلى الغباء ، والدليل أنه بمجرد أن يترك المرء تناوله يصبح ذي شأن .. حسنا أخبر النادل ياصديقي بإحضار غسوس .. زميلي يضحك ،، ويقول شروطك تعجيزية فالغسوس هو الآخر إختفى وأستبدل بالحمص ،، يالله العجب حتى البرعي والغسوس إختفت وأستبدلت بالذي هو أدنى ..... وأستطردصيديقي يكلمني عيب عليك ياخي كل مثلنا وأسكت .... لكن القبيلة زادت عندي وغلت الدماء في عروقي ،، وأقسمت أنني لن آكل وخاصة في المطعم لالشئ إلا لكونه سخر من البرعي الفول الشعبي اليمني ، ثم قلت لصديقي أما يكفينا ياخي من مسخ وتشويه لثقافتنا وعاداتنا وتقاليدنا المتوارثة ،، أدخلوا عليها أشعار وأغاني المتوسط الملخبطة تركي ورومي وأغريقي وروسي .... وأوهمونا أنها تعني الثقافة العربية .. ومشينا بعدهم مغمظين ،، أما ترى شعرنا الحميني وتراثنا الراقي الذي يعد المصدر والمنبع الريسي الوحيد للثقافة العربية كما يذكر الباحثين المتخصصين من الأكادميات العالمية ،، لكن الأشقاء يطلقون عليه شعر شعبي يمني تقليلا لشأنه ،، هذا إذا ما ذكروه مجاملة في مناسبات نادرة ، وبتكلف شديد ،، أما أشعارهم الهشة المبعثرة فيسمونها زجلا ... وموسيقاهم المراثونية أحيانا والتي تؤدي إلى الإكتآب (لغير آكلي الفول) والتثآئب والخمول ،، طربا ،، وعلينا تقبل ذلك .. بكل طيبة خاطر أو غباء وأحيانا التحمس له ،، وكان من المفروض أن يكثف الجهد إبراز التراث اليمني الإنساني لأنه هو العربي الحقيقي النقي هذا إذا ما أردنا خدمة الثقافة العربية والتعصب وحتى التشنج لها .. أما ما يجري حاليا فلا صله البته بنا .. مهزلة .. تزهو به العرب إنتسابا وبس ، وتركت صديقي كي أبحث عن أقرب مطعم يقدم وجبة العصيد ،، الذي أحس بسريانه في دمي وجيناتي ..
Shafi 76