عودة للظابط الإسرائيلي وصحوة الضمير فلاشك أن لضباطنا أو للبعض منهم ضميرا ولعلنا نذكر بقضية إنتحار المشير عامر عقب هزيمة حرب الأيام الستة ( نكسة حزيران ) وإن يكن المشير عامر حالة فردية ، وبسبب هزيمة حربية محرجة .. لكن هناك الكثير من الهزائم بعالمنا العربي لم يهتز للمتسببن بها شعرة أو يساورهم أي شعور بالذنب ... والأكثر عمقا من الهزائم الحربية مع العدو هو هزيمة المجتمع وتطويعه للبطش وإدخاله حياة الرعب والمذلة .. ترى متى نرى المسئولين عنها يعتذرون لشعوبهم ومجتمعاتهم عن ما ألحقوه .. وبالطبع هولاء الساديين يملكون الكثير من الأوسمة والأنواط ما تنؤ به صدورهم المملؤة حقدا وسادية وأنانية ، لن نذهب بعيدا بأحلامنا فنتخيل ضابط أمن الدولة يعتذر لمن جلدهم وأذلهم وأرعبهم وللأسر التي شتتها وتسبب بضياعها ،، ومحليا باليمن لن نحلم بموضف جمارك أو مسئول أمن يعيد للمغترب ما أختلسه منه بإسم الضرائب ،، أو يعتذر للوطن عن ما ألحقه به من خسائر بالسماح بدخول بضائع منتهية الصلاحية مقابل دريهمات رشوة ، أو لماسببه لإقتصاد الوطن من خسائر بالسماح بدخول سلع منافسة وبواسطة الرشوة .. ولن نحلم أيظا بالقاضي يعتذر لصاحب الأرض التي نهبت وحكم بها لغيره .. ولا للمسئول الذي سجن رجل أعمال بتهمة تخريب ليسلبه وكالة تجارية محاباة لأحد أصدقائه أوشركائه .... بالطبع نحلم أن يعتذر الفاعل عن فعلته - ويعوض المفعول به ولو أدبيا ....
Shafi 169