Manzumat Misbah Rawi
منظومة مصباح الراوي في علم الحديث
Nau'ikan
...قلت له : فسر لي ما ذكرت من أحوال هذه الرباعيات من قلب صاف بشرح كاف وبيان شاف طلبا للأجر الوافي. وهنا فسر له هذه الرباعيات بما ذكره الناظم. وفي آخر القصة قال له : قد أعلمتك يا بني مجملا جميع ما كنت سمعته من مشايخي متفرقا في هذا الباب مجمعا ، فأقبل الآن على ما قصدتني له أو دع. قال : فهالني قوله ، فسكت متفكرا وأطرقت نادما . فلما رأى ذلك مني قال: وإن لا تطق هذه المشاق كلها فعليك بالفقه الذي يمكنك تعلمه وأنت في بيتك قار ساكن لاتحتاج إلى بعد الأسفار ووطء الديار وركوب البحار وهو مع ذا ثمرة الحديث ، وليس ثواب الفقيه بدون ثواب المحدث في الآخرة ولا عزه بأقل من عز المحدث.
...قال : فلما سمعت ذلك نقض عزمي في طلب الحديث، وأقبلت على دراسة الفقه وتعلمه إلى أن صرت متفقها ، فلذلك لم يكن عندي ما أمليه على هذا الصبي يا أبا إبراهيم.
فقال له أبو إبراهيم : إن هذا الحديث الواحد الذي لا يوجد عند غيرك خير للصبي من ألف حديث يجده عند غيرك.اه
نقد هذه القصة :
أقول : إن أمارات الكذب لائحة على هذه القصة .
... أما أولا : فلما فيها من التكلف الظاهر الذي نجل عنه من هو دون البخاري من علماء الحديث فكيف به ؟!.
...وأما ثانيا : فلأنه لا يعقل أن يكون إمام المحدثين في الحديث - وهو البخاري - يزهد الناس عن تعلم حديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بهذا الهذيان البارد.
...وأما ثالثا : فلأن قوله في آخرها بأن هذا الهراء خير من ألف حديث لا يصدر مثله ممن في قلبه تعظيم لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأحاديثه فكيف يسكت البخاري عن هذا ولا يفوه ببنت شفة وكأنه مقر لذلك؟!.
Shafi 160