حصل على وظيفة حارس بالكنيسة المشيخية، حيث لم يكن مضطرا لرؤية أي شخص سوى القس أو أحد الأعضاء الفضوليين للمجلس القائم على شئونه من آن لآخر؛ ولم يكن أي من هؤلاء من النوعية التي تبدي ملاحظات وقحة أو شخصية. •••
اجتازت ليزي الحقل في عصر أحد أيام الربيع، وطرقت باب منزله دون مجيب، غير أنه لم يكن مغلقا؛ ما دفعها للدخول.
لم يكن فوريست نائما، كان مستلقيا بكامل ثيابه على السرير واضعا ذراعيه خلف رأسه.
قالت ليزي: «هل أنت مريض؟» إذ لم يكن أي منهم يستلقي خلال النهار هكذا ما لم يكن مريضا.
كان جوابه بالنفي. لم يعنفها لدخولها بلا استئذان، ولكنها لم تكن كذلك موضع ترحيب منه.
كانت الرائحة المنبعثة من المنزل كريهة. لم يوضع أي ورق حائط على الجدران قط، وكان لا يزال هناك أثر لرائحة جص خام، إلى جانب رائحة أغطية الخيول ورائحة ملابس لم تغسل لفترة طويلة، إن كانت قد غسلت من الأساس. وكذا رائحة دهن قديم في المقلاة وأوراق شاي مرة في القدر (فقد كان فوريست قد اتخذ تلك العادة المرفهة لشرب الشاي بدلا من مجرد الاكتفاء بالماء الساخن). كانت النوافذ غائمة في شمس الربيع والذباب الميت يرقد على حوافها.
قال فوريست: «هل أرسلتك سوزان؟»
قالت ليزي: «كلا، إنها ليست على ما يرام.»
لم يكن لديه أي شيء ليقوله في هذا الشأن: «هل أرسلك سايمون؟» «لقد جئت من تلقاء نفسي.» وضعت ليزي الصرة التي كانت تحملها، وراحت تبحث عن مكنسة، ثم قالت وكأنه قد سأل: «نحن جميعا بخير في المنزل، فيما عدا سوزان.»
كانت الصرة تحوي قميصا جديدا من القطن الأزرق، ونصف رغيف من الخبز وقطعة من الزبد الطازج. كان كل الخبز الذي تصنعه الشقيقات رائعا، وكان الزبد طيب المذاق؛ لكونه مصنوعا من حليب أبقار جيرزي. وكانت ليزي قد أخذت تلك الأشياء دون استئذان.
Shafi da ba'a sani ba